Site icon IMLebanon

الاحتلال الإيراني للبنان… في طريقه إلى الزوال (3/3)

 

 

تحدثنا في الحلقتين الأولى والثانية عن الاحتلال الفلسطيني والاحتلال السوري. وكي نذكّر القراء بكيفية انتهاء هذين الاحتلالين نبدأ:

 

أولاً: الاحتلال الفلسطيني

 

هناك حدثان بارزان في هذا الموضوع. فعام 1978 احتلت إسرائيل جنوب لبنان، وأبعدت المقاومة الفلسطينية الى شمال نهر الليطاني.

 

الحدث الثاني كان عام 1982 بالاجتياح الاسرائيلي للبنان. هناك نقطة مهمة جداً حدثت لا بد من الإشارة إليها. في شهر شباط عام 1982، صدرت عناوين موحّدة للصحف اللبنانية تشير بأنّ هذا الاحتلال سيصل الى مشارف بيروت، وللتذكير فإنّ هناك ميزة تميز هذا اليوم بنشر صورة مدير المخابرات السورية محمد غانم مع رئيس الحكومة اللبنانية يومذاك شفيق الوزان. وبالفعل في 5 حزيران من العام نفسه، قامت إسرائيل بأكبر هجوم عسكري، واحتلت لبنان وحاصرت عاصمته بيروت مائة يوم… وانتهى الاجتياح بخروج منظمة التحرير الفلسطينية من لبنان عبر البحر.

 

أما بالنسبة لمجموعة الجنود السوريين الذين كانوا في بيروت ويبلغ عددهم حوالى الـ5000، فقد تمّ الاتفاق على انسحابهم الى صوفر. وهكذا طويت صفحة الاحتلال الفلسطيني.

 

ثانياً: الاحتلال السوري

 

كان السوريون ضمن «قوات الردع العربية» التي أقرّ تشكيلها مؤتمر الرياض عام 1975… وبعد عامين بدأت الدول المشاركة تنسحب الواحدة بعد الأخرى. ولم يتبق من هذه القوات سوى القوات السورية. وظلت الحال على ما هي عليه حتى عام 2000، حين تحرّر لبنان من الاحتلال الاسرائيلي، في حين ظل السوريون.

 

عام 2004 صدر قرار عن مجلس الأمن الدولي رقم 1559 يطالب بخروج جميع القوات المسلحة الاجنبية من لبنان. وهنا لا بد من الاشارة الى ان الرئيس الشهيد رفيق الحريري استطاع إقناع الرئيس الفرنسي جاك شيراك بأن لا يكون القرار 1559 تحت البند السابع. وللتذكير ايضاً فقد أعلن وزير خارجية سوريا فاروق الشرع بعد القرار أنّ سوريا لن تلتزم بهذا القرار، لأنّ هناك آلاف القرارات الدولية بحق اسرائيل، لم تُنفّذ الأخيرة منها أي قرار.

 

وبعد 3 أشهر تراجع الشرع قائلاً: إنّ السوريين دخلوا الى لبنان بناء لطلب الحكومة اللبنانية وهم على استعداد للخروج، عندما تطلب الحكومة اللبنانية منهم ذلك.

 

في شباط 2005 اغتيل الرئيس رفيق الحريري في أكبر تفجير عرفه الشرق الأوسط. فصدر قرار من مجلس الأمن بإعطاء مهلة حتى آخر شهر نيسان لانسحاب الجيش السوري. وقبل أربعة أيام من انتهاء الانذار نفّذت سوريا انسحابها.

 

والآن كيف سينتهي الاحتلال الإيراني؟

 

هذا السؤال يحيّر الكثيرين من المتابعين، خاصة وأنّ الحزب العظيم هو مكوّن لبناني… ولكن هذا المكوّن يتلقى دعماً مالياً كبيراً بقيمة مليار دولار سنوياً، كما صرّح أكثر من مرة الأمين العام للحزب السيّد حسن نصرالله: «إنّ سلاحنا وأكلنا وثيابنا وعتادنا ورواتبنا كلها من الجمهورية الاسلامية في إيران…» وفي الفترة الأخيرة أرسلت إيران المازوت ليتحوّل الحزب الى «بائع مازوت» كما ان هناك ملياراً آخر للسلاح… وهذا ما يؤكده السيّد حسن نصرالله بقوله «إنّ عندنا مائة ألف مقاتل و150 ألف صاروخ».

 

والسؤال هنا: إذا قررت إيران أن تتوقف عن الدعم المالي والعسكري للحزب… فماذا سيحدث؟.. بكل بساطة… يحتاج الحزب الى أشهر قليلة ليعود حزباً لبنانياً وباي باي للسلاح.

 

والجدير ذكره ان ايران عندما تدعم الحزب العظيم، فهي لا تدعمه لدوافع إنسانية بل إن هناك أهدافاً سياسية، خاصة وأنّ إيران ليست جمعية خيرية ولا «كاريتاس». لذلك عندما يتم الاتفاق بينها وبين أميركا، من ضمن الاتفاق سيكون وقف دعمها للحزب، وبالتالي يزول الاحتلال الايراني عن لبنان.