Site icon IMLebanon

عاديّات في ساحات المحور

 

 

اعتدنا في بلدان المحور على القتل والاختفاءات المريبة وفقدان الرؤساء. إيران الآن باتت مثل لبنان من دون رئيس مع أنّه سيكون لها «خادم» جديد خلال 50 يوماً على حدّ تعابير الإمام المرشد. لكن الاختفاءات والتصفيات لا تسير دائماً في اتجاه واحد.

 

مسلسل الاغتيالات في لبنان كان من أهدافه الرئيسية ضمّ البلد إلى محور ايران. منذ 2005، عام التخلص من رفيق الحريري، توالت عمليات التصفية على مستوى أحزاب المعارضة، لفتح الطريق أمام هيمنة إيرانية لا تُخفى على نبيه. كانت تلك مرحلة الإمساك بالسلطة. قبلها طالت الاغتيالات، قادة الفكر قبل أن تصل إلى قادة السلطة المحتملين. وفي مثل هذه الأيام يستذكر لبنانيون وعرب ويستنكرون مقتل المفكر الوطني مهدي عامل، في الشارع الوطني، لأن عمله والتزاماته كانت نقيضاً لهيمنة الاصوليات والظلاميات. مهدي كان واحداً من نخبة قضت على طريق ارساء الهيمنة الدينية المذهبية الإيرانية.

 

في اليمن كان لا بد من ضم علي عبدالله صالح إلى قائمة القتلى كي تستقر سلطة أنصار الله على رأس الهرم. وفي بغداد اقتضى الأمر استعجال إعدام صدام حسين صبيحة عيد الفطر لتوجيه رسالة حاسمة عن انتصار الانقلاب الأميركي- الإيراني. أما في سوريا فقد تم اغتيال شعب بأكمله، في عملية تخللتها تصفيات مريبة لا تزال تثير التساؤلات، كتلك التي استهدفت خلية الأزمة قبل سنوات طويلة. اذا كانت الأمور تقاس بنتائجها، فالنتيجة واضحة. تمكّنت إيران من الهيمنة على البلدان المذكورة كافة. ولم تعد طهران تتحدث عن ميليشيات في محورها، وإنما عن بلدان وحكومات شرعية. إنّ لبنان وسوريا والعراق واليمن، هي بلدان كاملة العضوية الآن في محور المقاومة الإيراني، شاء من شاء من أهلها وأبى من أبى…

 

اليوم يطال «القتل» إيران على أعلى المستويات، قتل رئيس الدولة ووزير خارجيته في حادث غامض، وعيّن موعد التشييع اليوم. الاستعجال يثير شكوكاً عن التحقيق: هل سقوط طائرة الرئيس مجرد حادث مرتبط بسوء الأحوال الجوية؟ أم هو مرتبط بسوء الأحوال الداخلية؟ التحليلات كثيرة ومنها ما يربط بين مقتل الرئيس والصراع على خلافة المرشد ومنها ما يتحدث عن مؤامرة خارجية، ولا أجوبة قاطعة حتى الآن، وربما يجب انتظار التطورات المقبلة لمعرفة المغزى الحقيقي لتغييب شخصيتين من وزن ابراهيم رئيسي وأمير عبد اللهيان عن المشهد.

 

في الشكل تساوت ساحات المحور من حيث نشر الموت على أعلى المستويات، وفي المضمون ربما دخلت التصفية مرحلتها الأخيرة، عندما مسّت قائد المحور في عرينه الداخلي.