متى يفهم آية الله خامنئي أنّ مشروع التشييع قد توقف ولم يكتب له النجاح، لا بل بدأ بالتراجع.
لا نقول هذا الكلام إلاّ بناء على معطيات وحقائق أمامنا.
أولاً- لنبدأ من العراق: غزا الاميركيون العراق في العام 2003 واحتلوه، وباشروا بحل الجيش العراقي وتركوا العراق لقمة سائغة في فم المشروع الايراني، وتولى اللواء قاسم سليماني قائد «فيلق القدس» في الحرس الثوري الايراني الهيمنة على هذا البلد العربي العريق وإدارة شؤونه، ترك الاميركي سليماني والحراك الشعبي والميليشيات الشيعية يسرحون ويمرحون في العراق طوال 16 سنة، وعيّنوا نوري المالكي رئيساً للحكومة، وسيطروا على قطاع النفط يميناً وشمالاً، فتحوّل العراق من إحدى أغنى الدول العربية والعالم الى دولة فقيرة منهوبة على الأصعدة كلها.
صحيح اليوم أنّ القرار في العراق هو إيراني ولكن هل استطاعت إيران أن تفرض الاستقرار في العراق؟
الجواب: كلا!
بمعنى آخر أنّ إيران تستطيع أن تخرّب ولكنها لا تستطيع أن تبني.
ثانياً- ننتقل الى اليمن: حاولوا السيطرة على اليمن عن طريق الحوثيين، اشتروا علي عبدالله صالح واشتروا معه صنعاء، وكادوا أن يسيطروا على عدن لولا «عاصفة الحزم» بالتدخل السعودي في اللحظة الأخيرة، هذا التدخل دفع بالحوثيين الى التراجع عن عدن، ودحرهم عن الحديدة وجزئياً عن صنعاء.
وبالرغم من القوات المدججة بالاسلحة ومساعدة الميليشيات الشيعية وفي مقدمها قوات «حزب الله»، فشل المشروع الايراني، وها هو يؤكد تراجعه يوماً إثر يوم.
ثالثاً- نأتي الى سوريا: طبعاً جاءوا بـ»حزب الله» والميليشيات الشيعية إضافة الى الجيش الايراني والحرس الثوري… وطوال أربع سنوات لم يحققوا أي تقدّم، وكاد النظام ان يسقط خلال أيام لولا التدخل الروسي.
واهم من يظن أنّ موسكو أنقذت نظام بشار إكراماً لعينيه ولعيني آية الله خامنئي، فلروسيا مصالح… ومصالحها هي:
1- ان تكون لها قاعدة وحضور في طرطوس على المياه الدافئة (شرقي البحر المتوسط).
2- إقامة قاعدة للطيران والصواريخ في حميميم.
3- النفط والغاز السوريان.
4- إعادة إعمار سوريا.
5- سوق واسعة لبيع الأسلحة.
واليوم لن يسمح الروسي أن يشاركه أحد في القرار في سوريا، وحتى الغارات الاسرائيلية ما كانت لتتم لولا الموافقة الروسية.
وانتقاماً لما آل إليه وضعهم في سوريا وتراجع مشروعهم هناك منعوا تشكيل الحكومة في العراق وأيضاً في لبنان.
عوني الكعكي