Site icon IMLebanon

على النظام الإيراني الالتفات إلى شعبه

 

مشكلة النظام الإيراني أنه اعتاد على تصدير أزماته الداخلية بالهروب إلى افتعال أخرى خارجية، ظناً منه أنها تستر عوار عيوبه الداخلية، ومحاولة لحشد العوام حول فزاعة أنه نظام يحارب من الخارج، وأنه صراع الروم والفرس وما شابه من التفسيرات التي يكنزها لضرورة التضليل الإعلامي، ومنها أنه يحارب بسبب نظامه «الإسلامي»، بينما واقع الحال أنه من يسيء للإسلام، فجميع عمليات تصدير الإرهاب ودعمه التي يقوم بها النظام الإيراني هي في بلدان العالم الإسلامي، بلدان لم تعلن الحرب على إيران ولا تحالفت ضدها، ومنها اليمن وسوريا ولبنان والعراق والبحرين.

النظام الإيراني المختبئ خلف عباءة «ولاية الفقيه»، هو أول من انتهك تعاليم الإسلام بالاعتداء على جيرانه بالتآمر، وزعزعة نظام الحكم والتدخل في شؤونها، وكذلك الحرب بالوكالة كالصواريخ الإيرانية التي تطلقها ميليشيات إيران في اليمن، ميليشيات الحوثي، بينما النظام الإيراني عاجز عن الدفاع عن جنوده الذين تقصفهم وتحصد رؤوسهم الصواريخ الإسرائيلية في سوريا، إذا التزم الصمت ولم يقم حتى بخطوة الدفاع عن النفس، لينجح الكيان الإسرائيلي في اختبار قوة إيران ويثبت خوار قواها، ويفضح حقيقة الكلام الذي لا يطبق إلى أفعال، والذي تمطر ميليشياته سماء المملكة العربية السعودية بصواريخ عمياء تم اعتراضها من قبل دفاعات الجيش السعودي، كادت تسقط على مدنيين أبرياء من بينهم حجاج ومعتمرون، جاؤوا من بلاد شتى وقد يكون بينهم إيرانيون، وهكذا، يفعل النظام الإيراني الذي أرهق الشعب الإيراني الأبي.

النظام الإيراني حاول اللعب مع الكبار دون إدراك لحجم الضرر الذي سيجنيه من مشروع نووي هو في الواقع مجرد بئر عميقة لا قرار لها لإهدار أموال الشعب الإيراني دون طائل، في حين يعاني الشعب الإيراني أعلى معدلات الفقر والبطالة، وانخفاض الأجور ومعدلات الدخل للفرد، مقارنة بحجم دخل إيران في سوق البترول والمعادن والتجارة.

صحيح أن البيت الأبيض الأميركي «لا يرغب في ملالي بأسنان نووية» كما وصفه الرئيس الأسبق جورج بوش، ورغم أن البرنامج النووي الإيراني الذي بدأ في خمسينات القرن الماضي، لا يزال غير ناضج ولا يمكنه إنتاج سلاح نووي حقيقي، رغم التهويل الذي أعجب النظام الإيراني، ووجد فيه مدخلاً لابتزاز العالم حول برنامج نووي لا يزال يراوح مكانه لأكثر من نصف قرن في مستوى تعليمي KG1 بين الدول النووية الكبرى، ورغم ما تنشره بعض الصحف ومنها «هآرتس» عن شراء قنابل أو نقل تكنولوجيا من دول الاتحاد السوفياتي السابق إلى إيران من حين لآخر، فإن الدلائل تؤكد بأن ما تقوم به إيران، هو إهدار للمال دون أن تتقدم قيد أنملة في برنامج يمكن أن ينتج قنبلة أو رأساً نووياً.

النظام الإيراني الذي استساغ اللعبة وأعجبته الكذبة، التي جعلته في حالة تفاوض مع الخمس الكبار، ظهر عاجزاً عن حماية بضعة جنود له في سوريا حصدت رقابهم صواريخ إسرائيل، وهو يخشى المواجهة مع الكيان الإسرائيلي، حتى لا يفتضح أمر «المارد» الضعيف أمام أنصاره، وهي الحقيقة التي يخفيها النظام الإيراني، فهو لا يمتلك سلاحاً جوياً متطوراً، ولا يمتلك منظومة دفاع صاروخي يمكنها اعتراض أي هجوم صاروخي جوي، ناهيك من ضعف منظومة الرادارات عنده، ولذلك ما يقوم به النظام الإيراني يبقى مجرد عبث ولعب مع الكبار، وسينتهي به سحقاً تحت أرجل الفيلة.

سلوك النظام الإيراني أعطى العذر للولايات المتحدة الأميركية، للتمهيد لضربة نزع مخالب وأسنان نظام إرهابي يدعم العنف ويجاهر به، أما المشروع النووي الإيراني والاتفاق الذي انسحب منه ترمب، فهو مجرد العنوان الكبير لضربات أميركية إسرائيلية مشتركة على إيران.

على النظام الإيراني أن يعود إلى دياره ويهتم بشعبه، وعندها تنتهي المأساة.