Site icon IMLebanon

طهران للمُـستفسرين: «إسألوا حزب الله»

 

 

تنقسم التعريفات لطبيعة الدور الإيراني في لبنان والمنطقة، تبعاً لتوزّع الاصطفافات السياسية وما تفرزه من تحالفات. وكلما داهَم لبنان اختبار جديد، كما هي الحال مع الانتخابات الرئاسية المؤجلة، اشتدت حدة هذا الانقسام في مقاربة سلوك طهران.

تصرّ بعض القوى الداخلية والخارجية على اعتبار إيران طرفا اساسيا في الملف الرئاسي اللبناني، وصولا الى اتهامها باستخدام هذا الاستحقاق كورقة في التفاوض على اي تسوية إقليمية او كذخيرة في المواجهة مع خصومها.

 

بطبيعة الحال، تنفي طهران اي دور لها في صنع الاسماء او المواصفات، خصوصا ان حليفها الاستراتيجي، «حزب الله»، هو الأدرى بشعاب مكة والأعلم بما تقضتيه ظروف الوضع اللبناني.

 

وتؤكد مصادر دبلوماسية على صلة مع الإيرانيين ان طهران لا تزال ترفض عروض التدخل في الاستحقاق الرئاسي، ولا تقبل بأي بازار يتعلق به، وهي تعتبر ان ليس هناك من موجب لتحضر في تفاصيله، وانّ «حزب الله» بما يمثّله من موقع داخلي وازِن هو المعني باتخاذ القرار المناسب على هذا الصعيد انطلاقاً من تقديره لمتطلبات المصلحة اللبنانية، خصوصا انه توجد ثقة كاملة من قبل القيادة الإيرانية في طبيعة مقاربته للامور.

 

وتروي المصادر انه عندما طُلب من احد المسؤولين الايرانيين إبداء رأيه في التنافس بين خيارَي رئيس تيار المردة سليمان فرنجية وقائد الجيش العماد جوزف عون على رئاسة الجمهورية، أجاب: «هذا ليس شأننا نحن، إسألوا حزب الله».

 

وتلفت المصادر الدبلوماسية الواسعة الاطلاع الى ان طهران ترجّح ان لا تطول كثيرا مدة الشغور الرئاسي هذه المرة، لأنّ وضع لبنان الاقتصادي والاجتماعي دقيق وخطر، ولا يتحمل فراغاً طويل الأمد، من النوع الذي حصل في المرة السابقة، ودام حينها لنحو عامين ونصف العام.

 

وتكشف المصادر ان القطريين عرضوا على الإيرانيين المشاركة في اجتماع باريس المقرر قريباً للتداول في الملف اللبناني. وذلك، إما بالحضور المباشر وإما مداورة بواسطة تبادل الرأي، ولكن موقف إيران يشدد على ان المطلوب بالدرجة الأولى حوار بين اللبنانيين أنفسهم للتفاهم على انتخاب الرئيس المقبل.

 

وتشير المصادر الدبلوماسية إلى أن الايرانيين يعتبرون انّ ترويج بعض الشخصيات السياسية لمقولة «الاحتلال الإيراني» لا يقدّم ولا يؤخر في ثبات موقفهم الداعم للبنان من دون تمييز بين مسلميه ومسيحييه، لافتة إلى أن الرئيس نجيب ميقاتي كان قد تبلّغ من احد ممثلي طهران الاستعداد لمنح الحكومة هبة فيول مجاني كانت ستخصّص لزيادة معدل التغذية الكهربائية في كل المناطق، بمعزل عن انتمائها الطائفي والمذهبي.

 

وتنقل المصادر عن اوساط إيرانية تشديدها على أن طهران يهمّها ان تكون دول الطوق، ومنها لبنان، قوية لكي لا تضعف أمام اميركا وإسرائيل، «وتريد ان توظّف هذه الدول العامل الايراني لتعزيز أوراقها التفاوضية»، وعلى سبيل المثال سبق أن أبلغ الايرانيون الى مصر جهوزيتهم لإقامة افضل العلاقات الدبلوماسية وكذلك لتقديم مساعدة في المجال التطور العلمي النووي، وذلك على رغم ان القاهرة تربطها معاهدة سلام بتل أبيب، والسبب وفق التفسير الإيراني هو الاهتمام بتقوية مصر قدر الإمكان والحؤول دون استفرادها من قبل الولايات المتحدة والكيان الاسرائيلي.

 

وتوضِح المصادر الدبلوماسية ان التواصل الإيراني – السعودي المُتقطّع لم يحقق بعد اختراقات نوعية، مشيرة الى انّ الرياض تريد أن تعالج الملف اليمني مع طهران ولكن أتاها الرد بأنّ هذا الملف خارج التفاوض وبأنّ إيران لا تبيع وتشتري في اليمن، وما هي معنية به البحث في استئناف العلاقات الثنائية وفتح السفارات.

 

وبالنسبة الى الولايات المتحدة الاميركية، تفيد المصادر الدبلوماسية ان إيران كانت ولا تزال تعارض اي تفاوض مباشر مع واشنطن ربطاً بتجربة مريرة معها، «وطهران التي تعرف انّ اولوية الاميركيين هي الكيان الاسرائيلي، ليست مستعدة لعقد اي صفقة او تسوية في خصوص القضية الفلسطينية. فلماذا تجلس وإيّاهم حول طاولة واحدة؟».