IMLebanon

القبّة الحديديّة سقطت وتل أبيب في مرمى الصواريخ الفلسطينية  

 

 

 

بكل تواضع، يمكننا القول إنّ القبّة الحديدية، التي كانت تفتخر بها إسرائيل وتدّعي أنّ إطلاق الصواريخ عليها لا يهمّها، إذ تستطيع هذه القبّة حماية امنها وتعطيل الصواريخ.

 

هذه النظرية سقطت، وأصبح العنوان الجديد أنه لا يمكن حماية أمن إسرائيل… إذ لا بد من الوصول الى اتفاق مع الفلسطينيين.

 

هذه القبّة تذكّرني بأنّ هناك عنواناً لكل مرحلة. فلنبدأ بحرب العام 1967، يوم كانت طائرة «الميراج» الفرنسية هي التي أتاحت لإسرائيل التفوّق العسكري على الدول العربية، وهكذا سقطت سيناء بيد الدولة العبرية وسقط الجولان السوري أيضاً في يد الدولة العبرية نفسها. كما سقطت الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس.

 

وللتاريخ أيضاً استطاع العرب بالأسلحة التي حصلوا عليها من الاتحاد السوڤياتي القيام ولأوّل مرة في التاريخ بحرب تشرين، أو أكتوبر كما يحب المصريون تسميتها، وعبر الجيش المصري «خط بارليڤ» واستعاد قسماً كبيراً من صحراء سيناء قبل أن تهدّد أميركا مصر بالسلاح النووي، حيث توقف الجيش المصري الذي عبر أهم وأصعب حاجز مائي، ودخل التاريخ والبقية معروفة. يومذاك تدخلت أميركا وأوقفت زحف الجيش المصري ومنعته من التقدّم. وقام الاسرائيليون بهجوم معاكس قاده وزير الدفاع أرييل شارون ووصل الى «الكيلو 101»، حيث بدأت المفاوضات وأعلن الرئيس السادات يومذاك «أنا لا أستطيع أن أحارب أميركا».

 

وفي الوقت نفسه كان الجيش السوري يتقدّم على جبهة الجولان حتى وصل الى نهر الأردن، ولكن الجيش السوري لم يستطع الصمود بسبب الجسر الجوّي الذي أقامته أميركا، فأرسلت الدبابات والطائرات مباشرة الى الجبهة، ولولا مساندة الجيش العراقي أيام صدّام حسين الذي دخل الى الجولان لإيقاف انتشار الجيش الإسرائيلي لكانت دمشق قد سقطت بيد الجيش الإسرائيلي، إذ بقيت سوريا وحيدة في هذه الحرب، إضافة الى ما قدمته المملكة العربية السعودية في عهد المرحوم الملك فيصل من قوات مع الكويت ودول خليجية أخرى ومساعدات مالية. وكان بطل تلك المعركة «السام -6» الذي أسقط تفوّق الطيران الاسرائيلي. وكانت الطائرات الاسرائيلية تسقط كالطيور، ولم يستطع الطيران الاسرائيلي الذي كان متفوّقاً فعل شيء وهو الذي كان يحسم المعارك والبقية معروفة للجميع.

 

نقول هذا الكلام لأننا اليوم، صرنا أمام بطل جديد ومعادلة جديدة، معادلة سقوط القبّة الحديدية أمام الصواريخ الفلسطينية.

 

كذلك لا بد من ذكر ظاهرة جديدة ألا وهي مشاركة «فلسطينيي 48» في المعارك الجديدة، دفاعاً عن القدس التي تعتبر بالنسبة للمسلمين في كل العالم رمزاً دينياً كبيراً، لا يمكن التنازل عنه.

 

أمّا بالنسبة للقول بأنّ هناك اتفاقاً بين بعض الفلسطينيين وبين رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتانياهو بإطلاقهم الصواريخ لإنقاذه، لأنه يحتاج الى حرب كي يبقى في رئاسة الحكومة، إذ يصبح حاجة إسرائيلية، فإنّ هذا القول مرفوض، لأننا حققنا أهم إنتصار في تاريخ الصراع العربي -الاسرائيلي، إذ صار أمن إسرائيل تحت رحمة الصواريخ الفلسطينية، ولا حل إلاّ بالجلوس على طاولة المفاوضات والاعتراف بالحقوق الفلسطينية المشروعة.

 

أمّا بالنسبة الى تدخل الولايات المتحدة لمنع مجلس الأمن من اتخاذ 3 قرارات ضد إسرائيل، فهذا ليس بالجديد لكنه لن ينفع إسرائيل التي صارت في وضع عسكري متدهور وصعب.