Site icon IMLebanon

قبل الحرب على لبنان… الجيش “الإسرائيلي” يحتاج الى إعادة تأهيل 

 

 

ما زال الضغط على المقاومة في لبنان مستمراً بأشكال مختلفة، حيث يتقاسمه “الإسرائيلي” والأميركي والغربي والعربي وبعض الداخل، فمِن التصريحات والتهديدات، الى الإعلان عن سحب الرعايا، الى التحريض والتهليل للحرب، لكن ما يُرجِّح كفة الحرب النفسية على الحرب العسكرية في جنوب لبنان في هذه المرحلة تحديداً، التناقض “الإسرائيلي” إن كان بمواقف المسؤولين، أم من خلال أجواء الأوساط الصهيونية التي تتناقلها وسائل إعلام العدو.

 

فمن جهة التهديدات الأميركية و “الإسرائيلية”، وخلافاً للتصريحات التصعيدية السابقة تجاه لبنان، عاد وزير حرب العدو يوآف غالانت من واشنطن متحدِّثاً عن التسوية التي بات يُفضِّلها على التصعيد، الذي يفوق القدرة الإسرائيلية الحالية واقعاً على ما يبدو، ومن جهة أخرى فإن الإعلام الصهيوني تكفّل بتسخيف فكرة إعلان بعض الدول الغربية والعربية سحب رعاياها من لبنان بالقول: “إن سحب الرعايا من جهة لبنان فقط دون “إسرائيل” ليس مؤشِّراً لاندلاع حرب، لأن من المفروض أن يشمل الإعلان بيروت و “تل أبيب”، نظراً للضربات التي ستصيب عمقها من قِبل المقاومة”. لذا فإن ذلك يندرج ضمن الحرب النفسية الأميركية على لبنان، أما لناحية التحريض من بعض الأطراف اللبنانية فسيستمر، ومن الممكن أن يسير بطريقة تصاعدية، لكن لن يَرقى لمستوى التأثير في المقاومة…

 

تَستفز جبهة الشمال الرأي العام “الإسرائيلي”، لذا تعلو الأصوات المؤيِّدة لحرب شاملة مع المقاومة في لبنان، لكن اتخاذ هكذا قرار لا يَخضع لتصويت الجمهور، وإنما يَخضع لتقدير المؤسسة الأمنية والعسكرية في الكيان، التي باتت تحتاج الى إعادة تأهيل بعد تسعة أشهر من العدوان على غزة. وهنا يُصبح السؤال مشروعاً: كيف سيستطيع هكذا جيش أن يخوض حرباً في الجبهة الشمالية المختلفة عن القطاع بكل نواحيها، جبهة تُعرِّض كل الكيان لإطلاق الصواريخ، جبهة بإمكانها تحوِّيل المعركة الى حرب كبرى في المنطقة؟!

 

يعلم العدو أن للمعركة مع حزب الله اعتبارات وحسابات معقّدة جداً “إسرائيلياً”، وزاد من تعقيدها أكثر ما أظهرته المقاومة بالصورة من أهداف للعدو مكشوفة لها، لذا ليس سهلاً على العدو اتخاذ هكذا قرار بالوقت الحالي على الأقل، وبالتالي سيفتح مجالاً للتفاوض والتسويات التي يتولى الأميركي مهمتها، وإذا لم يتم التوصل الى نتيجة فتتجه الأمور نحو التصعيد، لكن ليس من الضروري أن تصل الأمور الى حرب مفتوحة، وإنما تبقى بإطار التصعيد المضبوط كما هو الوضع حالياً بين المقاومة والعدو.

 

من المنطقي أن يكون التركيز الأميركي – “الإسرائيلي” على غزة، باعتبارها مفتاح حل جميع جبهات محور المقاومة، وبالتالي جبهة جنوب لبنان، التي تُصر المقاومة فيها على ربط الجبهات، وهذا ما أكّده السيد حسن نصرالله عندما قال “إن مَن يريد أن يقوم بوساطة عليه أن يذهب الى غزة أولاً”. فبعد أن فشل الأميركي بفصل الجنوب عن غزة، بات يُعوِّل على انتقال “إسرائيل” الى المرحلة الثالثة بعد انسحابها من رفح، وبذلك تنتقل الى العمليات المحدودة في غزة، التي ستنعكس على الجبهة الشمالية، وتُصبح العمليات من جانب المقاومة محدودة أيضاً وفق وجهة النظر الأميركية، وبذلك يطمئن مستوطنو الشمال كمقدّمة لاتفاق تسعى اليه واشنطن مع لبنان.