IMLebanon

الإعتداءات «الإسرائيليّة» على اليونيفيل تهدف الى ترحيلهم وقلب المشهد الجنوبي

 

لا يمكن لأحد تبرير ما يقوم رئيس الوزراء «الاسرائيلي» بنيامين نتنياهو من مجازر ضد اللبنانيين، على اختلاف انتماءاتهم وطوائفهم في كل المناطق اللبنانية، غير آبه بكل القوانين الدولية، اذ يستمر مع كل المسؤولين «الاسرائيليين» في ضرب الاعراف، عبر تنفيذ كل انواع الارهاب وقتل الاطفال والمدنيين بوحشية لم يشهدها التاريخ، مستبيحاً كل الدساتير وسط صمت المجتمع الدولي عن كل المجازر التي يرتكبها، فيقف العالم بأجمعه متفرّجاً لاهثاً وراء المصالح الخاصة، فلا ترف جفونهم امام صور الاطفال الشهداء الذين يسقطون يومياً تحت الركام والجبروت «الاسرائيلي».

 

هذه المشاهد المأسوية التي نشهدها يومياً، وحدّت اللبنانيين في الشهادة في العاصمة بيروت ومعظم البلدات اللبنانية، من الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية الى المعيصرة وأيطو الشمالية، فشكلّت مفاجآة لـ «الاسرائيليين» الهادفين الى إعادة الحرب الاهلية بين اللبنانيين، في حين أتت الصورة مغايرة كلياً، لذا تواصل الآلة «الاسرائيلية» مخططاتها، من ضمنها اجتياح برّي للقرى الحدودية الجنوبية، لذا لم تسلم قوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان من تعنّت نتنياهو، بعد دعوته الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الى سحبهم من الجنوب، متهماً الأمم المتحدة بتوفير الحماية لعناصر حزب الله وحماس، باستخدام قوات اليونيفيل على الحدود اللبنانية والأونروا في قطاع غزة، كدروع بشرية لحماية المقاتلين هناك.

 

وفي هذا الاطار يواصل الجيش «الاسرائيلي» إعتداءاته على قوات اليونيفيل، ومنها اقتحام آليات «اسرائيلية» لموقع لها وقصفه بقنابل دخانية، تسبّبت بحالات إعياء لعدد من الجنود، قرب بوابة رامية على الحدود الجنوبية، بهدف إنسحابهم من المنطقة بالتزامن مع شنّ غاراته اليومية على القرى الحدودية، وكل هذا هدفه تعرّض قوات اليونيفيل للضغوط بهدف إخراجهم من منطقة عملهم، لتحقيق ما تبغيه «اسرائيل» من إجتياح للجنوب وتدمير المناطق، وجعلها محروقة ولكن آمنة بالنسبة لها، إضافة الى توجيه رسالة بالنار مفادها انّ رفض إنسحاب تلك القوات من جنوب لبنان، يعني خطر تعرضها للموت.

 

في السياق يشير مصدر أمني الى ما اعلنه وزير الدفاع «الإسرائيلي» يوآف غالانت، بأنّ جيشه عازم على تدمير القرى اللبنانية المحاذية للحدود، كما إنّ الخطّ الأول من هذه القرى هو هدف عسكري لحزب الله، ويحتوي على كميات كبيرة من الأسلحة والصواريخ ومئات الأنفاق، وقد كرّر ذلك مرات عدة، كما انّ نتنياهو بصدد اقامة منطقة عازلة محروقة ستمتد من الحدود حتى نهر الليطاني، مشيراً الى عدم تراجع نتنياهو عن ذلك، مهما كانت الاسباب لانّ القرار اتخذ والضوء الاخضر وصل، لافتاً الى انّ طلب انسحاب اليونيفيل يصب في خانة مساعي نتنياهو لإلغاء القرار الدولي 1701، فيما توجد تلك القوات في جنوب لبنان وفقاً له كقرار صادر عن مجلس الامن، يسمح لها بالانتشار على الخط الأزرق والإفادة عن كل مَن يقترب من هذا الخط، وإبلاغ الأمم المتحدة بذلك لمنع التوتر على الجانبين، كما انّ طلب نتنياهو من قوات اليونيفيل أن تتراجع مسافة 5 كيلومترات عن الخط الازرق أمر غير مقبول، وبالتالي فهو تأكيد منه على التوغل المرتقب داخل الاراضي اللبنانية.

 

الى ذلك، أكد الناطق الرسمي بإسم اليونيفيل أندريا تيننتي أنهم باقون ولن يغادروا، وهم في جنوب لبنان منذ عقود بناءً على طلب مجلس الأمن، معلناً استمرارهم في المراقبة ورفع التقارير الى مجلس الأمن ومساعدة الأهالي، كما شدّد على ضرورة العودة الى القرار 1701 الذي يحتاج الى التزام الاطراف به.

 

وفي هذا الاطار، اصدرت القوات الدولية بياناً، فندت فيه انتهاكات «إسرائيلية» جديدة تجاه قواتها ومواقعها، وأعلنت عن رصد جنودها في موقع للأمم المتحدة في رامية 3 فصائل من الجنود «الإسرائيليين» تعبر الخط الأزرق الى لبنان، مع تعرضهم للعديد من الاعتداءات، منها قصف برج مراقبة تابع لهم ومراكز عسكرية خاصة بهم.

 

لا شك في انّ الاعتداءات «الإسرائيلية» على اليونيفيل تهدف الى ترحيلهم، وقلب المشهد الجنوبي لإعادة مستوطني الشمال الى منازلهم، والاعتقاد بأنهم قادرون على فرض واقع أمني جديد في القرى الحدودية، لكن الواقع يؤكد أنه سيبقى حلماً مستحيلاً.