Site icon IMLebanon

المجرمون الصهاينة وحرب الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني

 

عادت القضيّة الفلسطينيّة لتحتلّ الصفحات والمنابر الإعلاميّة والسياسيّة والأمميّة، ولتسكب دماء شهدائها من الرجال والنساء والأطفال في شرايين القلوب المتكسّرة للمتعاطفين معها وأنصارها من كافة الشعوب وكل إنسان حقيقي حُر ورافض لهذا الظلم والظلام المخيف، ولهذه الهمجية الصهيونية والطغيان وحرب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة المنكوب أمام أنظار العالم من كل المنظمات الدولية والإقليمية والأنظمة السياسيّة المتآمرة والمتواطئة والمتخاذلة.

هذا العالم المجرم والشريك في إبادة هذا الشعب البطل، والمتآمر لسحق هذا الصمود الأسطوري لأكثر من ٧٥ عاماً، من الشرق والغرب، ومن العالم العربي والإسلامي. من هيئة الأمم المتحدة وباقي المنظمات والوكالات الدولية التابعة لها، والاتحاد الأوروبي وغيره من المنظمات الإقليمية والقارية، إلى جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي الغارقتين والهائمتين في حماقات موظفيها وممثلي دولها الأعضاء. إلى الولايات المتحدة الأميركية في عهد الرئيس الأميركي الصهيوني جو بايدن، إلى بريطانيا الصهيونية ورئيس وزرائها ريشي سوناك الذي أيّد رواية الكاذب جو بايدن بادّعائه حصول تدمير المستشفى المعمداني بسبب صاروخ فلسطيني، إلى فرنسا الصغيرة والاستعمارية الفاشلة في عهد ايمانويل ماكرون الذي ملأ الأرض بسياساته الفاشلة التي تذوّقنا مرارتها في لبنان، وعاشتها فرنسا في الداخل الفرنسي وفي قارة أفريقيا وعبر المحيطات. إلى باقي المتآمرين في الغرب ودول العالم، إلى المتواطئين والمتخاذلين في الشرق، وحيث تحكم المصالح الدولية وأنانية الحكام والقادة أفعال الدول ومواقفها التي ربما تبدو جيدة وأكثر إنسانية في بعض المرات، ولكنها حتماً ليست المواقف الجديرة بكامل الاحترام، وليست الأدوات التي بإمكانها فعلاً أن تدعم القضية الفلسطينية وتوصل شعبها إلى أدنى حقوقه التي يفيض بها التاريخ إلى يوم القيامة. هؤلاء في مقدمتهم روسيا والصين وشراكتهما الفوق استراتيجية لتغيير النظام العالمي وإنهاء الهيمنة الأميركية على العالم من بوابة أوكرانيا، وادّعاء السعي إلى تأسيس نظام دولي أكثر ديمقراطية وعدالة وحماية لحقوق الإنسان، وهو مع الأسف مجرد تكرار لنفس الشعارات الغربية الكاذبة حول حماية الحريات وحقوق الإنسان، وإنما بثوب شرقي جديد وفضفاض.

 

لم تنتهِ لائحة التآمر والتواطؤ والتخاذل. يقولون: العرب متخاذلون وهم يتسابقون إلى التطبيع مع العدو الإسرائيلي غير مكترثين بالقضية الفلسطينية، وغير فاعلين لأبسط الحمايات الممكنة لشعبنا الفلسطيني. هذا عن العرب، ولكن ماذا عن الفرس؟ وماذا عن الأتراك؟ ظواهر صوتية وخذلان لنصرة حقيقية للشعب الفلسطيني. كيف تبرر إيران اختراقها للأمن القومي العربي عبر الميليشيات التابعة لها من العراق إلى سوريا واليمن، وكيف تفاخر بأنها تسيطر على أربع عواصم عربية؟ ثم هذه الميليشيات تقاتل وتدمر بنيان وهياكل هذه الدول العربية ولا نجدها تقاتل من أجل القدس وتحرير فلسطين؟ طوفان الأقصى وسط جحيم تآمر العالم على الشعب الفلسطيني، فضح كل الأنظمة العربية والإسلامية، فضح إيران وزيف شعاراتها في مواجهة الشيطان الأكبر أميركا، وكل ما تريده وتبحث عنه طهران هو الثمن والدور الجديد الذي سيمنحه لها الأميركي بعد كل هذا العبث وهذه الدماء في منطقتنا العربية. طوفان الأقصى فضح أيضاً طوفان خطب أردوغان رئيس تركيا الذي عاد ورضخ لقبول عضوية فنلندا والسويد في حلف الناتو، والعاجز عن اتخاذ المواقف التي يمكن ان يتخذها قائد إسلامي عظيم في قضية فلسطين. كما ان الإتصال الذي جمع بين بوتين وأردوغان بخصوص غزة أكد على ذات الحلول وذات القضايا التي لا تنفذ. السلام وحل الدولتين ووقف الجرائم بحق المدنيين. من يريد فعل شيء حقيقي لهذا الشعب الفلسطيني المظلوم لا يؤدي مهمته بهذه الكلمات وهذه المواقف التي لم تمنح الفلسطيني يوماً هواء الحياة كباقي شعوب الأرض، بل يتخذ قرارات حازمة لتقف فيها وتُشل كل مؤسسات الأرض الدولية حتى يحق الحق في أبسط صوره ومعانيه. أيضاً مواقف الرئيس المصري السيسي، الذي يدعي حرصه على القضية الفلسطينية، ماذا فعلت؟ ترفض التهجير القسري للشعب الفلسطيني إلى أراضي مصر؟ عظيم. ولكن ماذا أنت فاعل أمام إبادة الشعب الجماعية في غزة؟ هل نحن أمام خيارات بأي طريقة يتم بها تصفية القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني؟ رحم الله مصر العروبة وجمال عبد الناصر، ونسأل الله أن يمد الشعب الفلسطيني برحماته ولطفه وقدرته، وحسبنا الله ونعم الوكيل.