Site icon IMLebanon

ماذا يفعل وزير السياحة الإسرائيلي في السعودية؟!! (الحلقة الأولى)  

 

 

وصل الى الرياض يوم الثلاثاء بتاريخ 26 أيلول وزير السياحة الاسرائيلي حاييم كاتس لحضور مؤتمر منظمة الأمم المتحدة للسياحة.

 

لم أصدّق الخبر بادئ ذي بدء عندما قرأته في جريدة «الشرق الأوسط» التي يملكها الملك سلمان.

 

عدت الى قراءة الخبر مرّة ثانية للتأكد من أنّ هذه الزيارة كانت الى المملكة، فوجدت ان الزيارة كانت الى الرياض بالفعل.

 

فعلاً أصبت بخيبة أمل، إذ كنت أراهن أن يكون الخبر كاذباً، وكنت أظن ان المملكة ستكون آخر دولة في العالم يمكن أن تقيم صلحاً مع إسرائيل وذلك ضمن شروط أقلها ما طرحه الملك عبدالله في قمة بيروت 2002: «دولة فلسطينية مقابل السلام».

 

والأنكى من ذلك ان الوزير الاسرائيلي قال وبكل وقاحة، إنّ العلاقة الظرفية بدأت تتبلور الى علاقة مستقرة بين السعودية وإسرائيل.. أضاف: لا أشعر بالخوف بل أشعر بالهدوء والحوار والانفتاح.

 

سُئل عن التطبيع فأجاب: الاتفاق مع الرياض محتّم وسيكون دافئاً، ولكني أعتقد أنّ قلّة فقط من السعوديين سيزورون إسرائيل.

 

أكتفي بهذا التصريح المستفز لهذا الوزير الذي تعتدي دولته على الشعب الفلسطيني… والأهم هو ما يجري في مدينة القدس وتحديداً في المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين.

 

وبما ان الملك السعودي هو خادم الحرمين الشريفين فأسأل نفسي: ماذا سيقول خادم الحرمين؟؟؟!!!

 

على كل حال، الرجالات والحكام أمثال الملك فيصل والملك فهد والملك عبدالله لن يتكرّروا.. ويكفي أنّ الملك فيصل عندما قال لوزير خارجية أميركا هنري كيسنجر: «أنت أوّل يهودي أسمح لنفسي أن أضع يدي بيده مجبراً لأنك تمثل أميركا رسمياً، أي بما انك وزير خارجية أميركا، بهذه الصفة أسمح لنفسي أن أسلم عليك».

 

بالنسبة للملك فهد، فإنّ كل المحاولات التي قام بها الاميركيون للضغط عليه، حتى عندما احتل صدّام حسين الكويت بقي على موقفه… وقال للأميركيين: «خذوا ما تريدون من المال أريد استرجاع الكويت».. وبالمناسبة لأول مرة في تاريخ المملكة اضطرت الحكومة أن تستدين من البنوك لتدفع لأميركا ثمن تحرير الكويت.

 

أما الملك عبدالله، فقد ربط السلام مقابل دولة فلسطينية..

 

أما ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الذي يتابع الحديث الذي أجراه مع قناة «FOX news» فيقول: «لا بد من أن نعيد القراءة معكم» ليتبيّـن من خلال هذا التمهيد الذي يتهيّأ له للتطبيع مع إسرائيل..

 

نبدأ أولاً بالقول إنّ الملك عبدالله طرح إقامة دولة فلسطينية مقابل السلام.

 

أما ولي العهد فيقول: يمكن أن تكون هناك ظروف حياة أفضل للعيش للفلسطينيين مقابل السلام.

 

ثانياً: يقول ولي العهد عن وساطة الصين بين السعودية وإيران: نحن لم نخبر بكين بل هي من اختارت أن تتوسّط بيننا وبين الإيرانيين.. مؤكداً أنه يمتلك علاقة قوية مع الرئيس الصيني «شي جين بينغ»، وإنهما يتحدثان باستمرار..

 

لا أعلم ماذا أقول، فكيف تكون العلاقة بين رئيس الصين وبين ولي العهد، وعلى أي أسس بُنيت.

 

كل القصة أنّ الصين تشتري نفطاً وغازاً.. والمملكة تريد أن تبيع هذه «المادة» بمعنى ان هناك شارياً وهناك بائعاً، لذلك فالحديث عن علاقة خاصة مبالغ فيه.

 

كذلك يقول: إنّ الصين هي التي بادرت الى القيام بدور المصالحة… هذا ممكن، ولكن ألا يثير الانتباه والدهشة؟ فلطالما كانت هناك رغبة صينية بذلك… فلماذا استغرقت 3 سنوات من أجل التوصّل الى اتفاق مبدئي؟

 

ثالثاً: يتحدّث عن اليمن وعن ضرورة وضع حد للحرب هناك، وأنه متفائل بأنّ المحادثات بين المملكة والحوثيين في الرياض على مدى خمسة أيام كانت جدية وإيجابية، وأعرب عن تفاؤله في الوصول الى خريطة طريق لوضع الحرب في اليمن على سكة الحل.

 

رابعاً: سأل مذيع «فوكس نيوز» بريت باير عن رأي ولي العهد السعودي حول المحادثات مع الحوثيين، فكان جوابه: إنه حان الوقت للسعي لإنهاء الصراع في اليمن، موضحاً انه من اليوم الأول كان الهدف هو توفير حياة جيدة لليمنيين.

 

وسُئل ولي العهد عن الحرب التي دامت ٨ سنوات. فقال: لولا المبادرة الصينية لكانت الحرب لا تزال، والأهم ان الحوثيين يعتبرون أنفسهم منتصرين بينما المملكة مهزومة، فأين الهدف في توفير حياة جيدة لليمنيين؟

 

خامساً: يتحدّث ولي العهد عن «داعش» و»القاعدة»، سؤالنا: ما علاقتهم بحرب اليمن؟

 

[غداً الحلقة الثانية]