بلغة عنصرية ودوافع سادية، ولغاية الشهرين من الحرب الصهيونية على غزة تنتزع فيها التصريحات الإعلامية والسياسية بوجوب حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها وضرورة الإفراج عن بعض الأسرى من قطعان مستوطنيها لدى المقاومة والحديث عن واقع غزة ما بعد حماس.
أي ترف وصلف لا إنساني هذا لا يجرؤ فيه أحد على رفع الصوت والمطالبة بضرورة الوقف الفوري للمجازر ضد المدنيين والأعيان والذي يحدث بطريقة لم يشهدها التاريخ المعاصر في أي من معاركه أو حروبه.
منذ السابع من أكتوبر الماضي، عقب عملية «طوفان الأقصى» تشنّ إسرائيل حربا واسعة النطاق ضد قطاع غزة ولغاية يوم الاثنين 4 ديسمبر 2023 وبعداد يرتفع لحظياً مع تسلسل المجازر التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي أعلنت وزارة الصحة في غزة ارتفاع حصيلة الشهداء الفلسطينيين إلى 15899 شخصا مع تواصل الحرب المفتوحة حسب تصريحات كابينة الحرب الإسرائيلية على كل الاحتمالات.
وقال الناطق بإسم الوزارة أشرف القدرة خلال مؤتمر صحفي في خان يونس جنوب قطاع غزة إن عدد المصابين ارتفع إلى أكثر من 42 ألف، مشيرا إلى أن 70% من الضحايا هم من الأطفال والنساء.
واتهم القدرة إسرائيل بتصعيد استهداف المستشفيات والمنشآت الصحية، مشيرا إلى أنها دمّرت 56 مؤسسة صحية بالكامل واعتقلت 35 من الكوادر الطبية وأصابت المنظومة الصحية في القطاع بعجز تام.
وطالب الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية بحماية المستشفيات والطواقم الصحية والإنسانية وتوفير ممر آمن لدخول الإمدادات الطبية والوقود وخروج الجرحى.
منذ السابع من أكتوبر الماضي، وعقب عملية «طوفان الأقصى» تشن إسرائيل حربا واسعة النطاق ضد قطاع غزة وبحسب المكتب الإعلامي الحكومي في غزة فإن إسرائيل دمرت ما لا يقل عن 103 مبانٍ حكومية في أنحاء متفرقة من القطاع.
السؤال الداهم من يستطيع وقف المجازر الإسرائيلية بحق المدنيين الفلسطينيين خصوصاً من الأطفال والنساء على ضوء العجز والتواطؤ العربي والإسلامي والدولي يضاف إليها جبهات التضامن من وحدة الساحات التي لا تغني ولا تثمن في سياق استمرار تصاعد المجازر.
يعلم الجميع ان واشنطن هي رأس الأفعى التي تجري المجازر من خلالها بشكل مباشر وغير مباشر وان أحداً في هذا العالم غير قادر على تحدي سبابة «بايدن» التي رفعها بداية العدوان محذّراً أي أحد من مغبة التدخّل ولو بكلمة حق في وجه العدوان فضلاً عن نصرته فعلياً.
الأغرب ان واشنطن في آخر تصريحات مسؤوليها لم ترَ ان تل أبيب تستهدف المدنيين الفلسطينيين سوى ان عشرات الآلاف منهم سقطواً عرضاً بفعل النتائج والتداعيات الطبيعية للحروب، على أعين المؤسسات والمنظمات الدولية القانونية والإنسانية التي تكتفي باطلاق التصاريح وتوجيه النداءات دون نتائج تذكر.
أمام هذا الواقع من باستطاعته مكرراً وضع حد لهذه المجازر وقد استنفذ الفلسطينيين مناشداتهم للعالم أجمع وصولاً حد القول انهم لم يعودوا يناشدون أحداً سوى التضرع الى الله وعلى لسان أطفالهم التساؤل المؤلم «هل نحن في حقيقة أم في خيال؟«.
إلّا اننا وبما بقي لدينا من الصفة البشرية خارج فلسطين نتساءل ايضاً هل ان ما يبدو من واقع عربي وإسلامي هو هدوء ما قبل العاصفة وجمر تحت الرماد ما يلبث أن يكون له إضراما يلتهم هذا التخاذل أو طوفاناً لا يبقي ولا يذر وهل من حقنا ونحن كذلك الآن وقبل ثورة البركان المنتظر أن نطالب بقية العالم لا سيما الأوروبيين والأميركيين من شعوب أن يقدموا على ما عجزنا أن نكونه نحن تجاه اخواننا الفلسطينيين كعرب ومسلمين خاصة ان المقصلة الصهيونية إذا ما تجاوزت فلسطين ستطال أعناق الجميع.