IMLebanon

مُقاومة حزب الله أصبحت تقارع أكبر الجيوش  

 

منذ اكثر من 40 سنة، احتل العدو الاسرائيلي الشريط الجنوبي بقوة السلاح. واثر ذلك، صدر القرار عن مجلس الامن الدولي رقم 425 بانسحاب الجيش «الاسرائيلي» من الشريط الحدودي والمنطقة الجنوبية في لبنان دون قيد او شرط.

 

رمت «اسرائيل» هذا القرار في سلة المهملات. اما المقاومة فرفعته على اسنة رماحها وعلى قبضات مقاتليها، على بندقياتهم ورشاشاتهم، وهم الذين قاتلوا طوال 18 سنة حتى تحرير الشريط الحدودي سنة 2000 ، وانسحاب جيش العدو بشكل يشبه الهرولة، واغلاق الابواب على الحدود اللبنانية مع «اسرائيل»، وحتى في وجه الذين كانوا يتعاملون معها في جيش لحد، وتركتهم لمصيرهم ولم تسمح لهم بالدخول عبر البوابات الى شمال فلسطين المحتلة.

 

راكمت مقاومة حزب الله الايمان الجهادي، وجعلته الاساس في نفوس المجاهدين، وراكمت القوة القتالية في عمليات متصاعدة بدأت باطلاق الرصاص على مراكز «اسرائيلية»، الى ان وصلت الى احتلال الدشم والمراكز القيادية لجيش لحد وللجيش «الاسرائيلي» على طول الشريط الحدودي. فاصيب جيش لحد وجيش الاحتلال بهزائم كبيرة جدا، حتى وصل الى الهزيمة الكبرى وانسحب من جنوب لبنان.

 

بعد ذلك استمرت المقاومة في مراكمة وتصاعد قوتها العسكرية، وقامت بتدريب كل عناصرها على القتال ليل نهار، ولم تجعل لحظة او ثانية او ساعة تضيع من الوقت، حتى باتت قوة قادرة على الوقوف في وجه جيوش عالمية.

 

وفي منازلة حرب 2006، لم تكن المقاومة قد استطاعت رفع قدرتها العسكرية الى الحد الذي يجعل منها قادرة على ضرب العدو الاسرائيلي بقوة، لكنها صمدت في وجهه لمدة 33 يوما، حتى ان جيش العدو كان يطالب بوقف اطلاق النار، فيما الادارة الاميركية كانت تطالبه بمواصلة القتال، وهو لم يعد يستطيع المواصلة فتوقفت الحرب.

 

ومنذ عدوان عام 2006 وحتى يومنا هذا، تصاعدت قوة حزب الله بشكل كبير، سواء على مستوى التدريب أو القتال، الذي خاضه في الاراضي السورية ضد التكفيريين، كذلك على الاراضي اللبنانية، وفي الجرود ضد القوى التكفيرية ايضا من «داعش» الى «جبهة النصرة»، وطردها من الاراضي اللبنانية. وايضا قام الجيش اللبناني بالقتال في منطقة القاع وفي السهول التي تشكل الحدود بين لبنان وسوريا.

 

ثم لاحقا بدأت المقاومة التحضير للوصول الى مستوى عسكري عال. وفي سرية تامة قبل سنتين او 3، عُرف ان مقاومة حزب الله تصنع صواريخ دقيقة الاصابة، تصيب هدفها على بُعد حد اقصى بضعة امتار. كما حازت صورايخ باليستية بعيدة المدى، وقامت بتصنيع مسيرات انقضاضية ومسيرات انكشاف بقدرات ايرانية، وقدرات من عناصرها الذين تدربوا في ايران على ذلك. وتدريجيا تصاعدت قوة حزب الله حتى اصبحت تضاهي جيوشا عربية وجيوشا آسيوية.

 

اليوم يهددنا العدو الاسرائيلي بانه سيرد بضربة قوية وعميقة على الاراضي اللبنانية ضد مقاومة حزب الله. ولم يعلن عن ماهية هذه الضربة، وابقاها تحت اوامر رئيس وزراء الكيان الصهيوني نتنياهو ورئيس دفاعه غالنت، وهما اللذان سيتخذان قرار بدء العملية، لكن هذه المرة سيتلقى الجيش «الاسرائيلي» ضربة قوية من المقاومة.

 

واذا كان العدو الاسرائيلي يتفوق بالسلاح الجوي الذي يملكه، وهو كله من احدث الطائرات الاميركية، وآخرها طائرة اف 35 الشبيهة بطائرة اف 15، التي تم استحداثها واصبحت من الجيل الرابع المقارب للجيل الخامس. كذلك طائرات اف 16 الحديثة جدا من الولايات المتحدة، ويشكل ذلك اسطولا من 850 طائرة حربية. كما اقامت «اسرائيل» سلسلة دفاعات جوية، سواء القبة الحديدية ام مقلاع داود ام منظومة صواريخ ارو1 وارو2، مع ان «اسرائيل» تملك صواريخ ارو3 الحديثة جدا، التي باعت مؤخرا منها صواريخ الى جمهورية المانيا الاتحادية بقيمة 5.3 مليارات بعد اخذ الاذن من الولايات المتحدة بان صاروخ ارو 3 تم تصنيع التكنولوجيا، الذي ينطلق على اساسها بين «اسرائيل» والولايات المتحدة، وقد وافقت واشنطن على صفقة بيع «اسرائيل» ارو 3 لالمانيا كما قلنا بقيمة 5.3 مليارات.

 

في المقابل، قامت مقاومة حزب الله بتطوير المسيرات الانقضاضية الخطرة جدا، والتي تصل الى اهدافها وتنفجر فيها، وتحمل قنابل بزنة 20 كيلوغراما، وبعضها يصل الى اوزان اعلى. كما انها امتلكت مسيرات تحمل كاميرا تصوير، وقد ظهر منها ما تمت تسميته الهدهد، وقامت بـ 3 عمليات تصوير فوق اراضي فلسطين المحتلة. وكشفت عن مواقع يمكن قصفها، وآخرها قاعدة «رامات دافيد» التي تبعد عن الحدود اللبنانية 50 كيلومترا، وظهرت صور واضحة في هذه القاعدة الجوية «الاسرائيلية».

 

مقاومة حزب الله اصبحت تملك بنك اهداف وداتا معلومات كبيرة جدا. والحرب المقبلة بين مقاومة حزب الله وبين جيش العدو الاسرائيلي ستكون متوازنة وقوية، لانه اذا كانت «اسرائيل» ستستعمل اسلحة الطائرات الحربية الحديثة جدا، فان المقاومة تملك الصواريخ الباليستية والصواريخ الدقيقة اي الصواريخ الذكية، اضافة الى المسيرات. كما ان قواتها البرية، سواء قوات الرضوان أم قوات نخبة اخرى موجودة على الحدود مع شمال فلسطين، قادرة على رد اي هجوم بري وإلحاق خسائر كبيرة بالجيش «الاسرائيلي المهاجم».

 

واذا استطاع الطيران «الاسرائيلي» القصف بعمق كبير على قوات الرضوان والقوات البرية التابعة لمقاومة حزب الله، فان هنالك انفاقا تستطيع حماية هذه القوى، وبعدها ستقوم قوات الرضوان وقوات النخبة من مقاومة حزب الله بهجوم مرتد على هجوم جيش العدو.

 

وفي ساحات الحرب، سيتقرر مصير من سينتصر، الا ان الايمان الجهادي لدى مقاومة حزب الله هو اقوى بكثير من ثقة الجندي «الاسرائيلي» بنفسه. والانتصار سيكون لصاحب الايمان الجهادي الكبير وصاحب الثقة بنفسه حتى الاستشهاد، وهو يعرف ان اهله سيباركون استشهاده. اما الجيش «الاسرائيلي» فنمط آخر، ولا نريد التحدث عما يفعلونه عندما يتم قتل جنود لهم او ضباط.

 

كل الانظار تتجه الآن الى قرار مجلس الامن العسكري «الاسرائيلي»، الذي اتخذ قرارا بضربة قوية ضد لبنان، وبالتحديد ضد مقاومة حزب الله، وكلف رئيس وزراء الكيان ووزير الحرب في حكومة هذا الكيان، تنفيذ واعطاء ساعة الهجوم.

 

وفي المقابل، مقاومة حزب الله مستعدة للقتال حتى الرمق الاخير، وإلحاق الهزيمة بجيش العدو. واذا كان الشعب «الاسرائيلي» منقسما حول صفقة الرهائن في غزة، والجيش «الاسرائيلي» اصيب بخسائر كبيرة في حرب غزة، فان قوات المقاومة التابعة لحزب الله جاهزة للقتال وبروح عالية مرتفعة المعنويات.

 

وبانتظار ساعة بدء هذا العدوان، سيتقرر كيف ان مصير الكيان الصهيوني بات في خطر كبير.