بعد نحو عامين على توقيف «قادة محاور التبّانة»، ترقّب ١٩ موقوفاً في أحداث طرابلس أمس صدور حُكم المحكمة العسكرية في حقّهم بعدما ملّوا الانتظار. لكنّ تغيّب وكيل أحد الموقوفين، المحامي محيي الدين باشا، خيّب آمالهم، فاضطرّ رئيس المحكمة العميد خليل إبراهيم إلى إرجاء الجلسة التي كانت مخصصة للمرافعة وإصدار الحُكم.
هنا ارتفعت أصوات الموقوفين، أعلاها كان صوت زياد الصالح المشهور بـ«زياد علّوكي» الذي خاطب أحد المحامين: «كم مرة تأجّلت الجلسة؟ حرام عليك». وعلّق موقوف آخر: «بدنا نروح عالبيت. بوعدك بس نطلع نقاتل بيت الحريري»! عندها تدخّل رئيس المحكمة لإسكات الموقوفين، وأعلن إرجاء الجلسة عشرة أيام فقط، إلى 13 الشهر الجاري، فضجّت القاعة بأصوات الموقوفين داعية لرئيس المحكمة بعبارة «الله يطوّل عمرك يا عميد».
جلسة أحداث طرابلس سبقتها جلسة في قضية محاولة عسكري من قوى الأمن الداخلي إدخال مادة الكربير إلى سجن رومية المركزي لعدد من السجناء بتهم إرهابية لتنفيذ عملية هروب. ويُحاكم في القضية سبعة مدّعى عليهم، بينهم أمراء «طابق الإرهاب» في رومية. واستمع إبراهيم أمس إلى إفادة المدعى عليه الرقيب باتريك ح.، الذي طُرد من الخدمة العسكرية، بعد موافقته على تهريب مادة الكربير الى موقوفين إسلاميين في سندويش مرتديللا، بحسب حيثيات الدعوى. وروى المدعى عليه وقائع تهريب كمية من مادة الكربير التي ضُبط متلبّساً بها بالجرم المشهود، لكنه نفى أن يكون قد قبض رشوة مقابل العملية، مدّعياً أنّه نزل عند رغبة أمراء طابق الإسلاميين، من «أبو تراب» إلى «أبو عبيدة» و«أبو البراء» و«أبو الوليد»، بالتنسيق مع الموقوف شربل شلّيطا، لحماية شقيقته التي هُدِّد بأنّها ستُغتصب ثم تُقتل إن لم يُنفّذ ما يطلبونه منه.
وروى المدّعى عليه شلّيطا أنّ القصة بدأت عندما ضبط شاويش السجن «سمّاعات» في حوزته، وقال كاشفاً إن خمسة من مسؤولي المبنى حقّقوا معه لمعرفة كيف أدخلها، وطلبوا منه أن يُدخل مادة الكربير لهم. وأضاف شلّيطا أن السجين بلال إبراهيم (أبو عبيدة) غرّمه مبلغاً من المال لإدخاله السمّاعات من دون إعلامهم. إفادة شلّيطا أثارت ثائرة الموقوفين سليم صالح (أبو تراب) و«أبو عبيدة». وقال صالح: «رومية مليء بالهواتف. هل يُعقل أن نعقد اجتماعاً من أجل سمّاعة؟». أما خالد يوسف (أبو الوليد)، فكانت إفادته الأكثر منطقية. قبل إدلائه بها، بادره رئيس المحكمة مستفسراً: «مبيّن حاطط جل عشعرك. كيف هيك؟»، لكونه إسلامياً متشدداً، فردّ يوسف باسماً: «لوك جديد، بس بشيلو قبل الوضوء». ثم أكمل في مضمون الدعوى قائلاً: «الهرب حلم كل سجين، لكن كل حالات الهروب تكون بالتسلل وليس بإحداث تفجير، لا سيما أننا داخل ثكنة عسكرية في سجن رومية». وأضاف: «نرى مئات الهواتف الخلوية، وأُفاجأ بسمّاعة هاتف؟!»، معتبراً أن «الملف مفبرك لأننا نُكافح المخدرات واللواط، والمُراد نقل أشخاص من المبنى لتأديبهم». وعن سبب اختيار السجناء الإسلاميين وضع المدعى عليه باتريك على التفتيش، أجاب: «باتريك كان مدعوماً. وطلبوا عدم وضع إسلاميين على الباب الخارجي للتفتيش». وقد أُرجئت الجلسة إلى الرابع من آذار المقبل.