لا تزال نتيجة الاستشارات النيابية التي جاءت بـ64 صوتاً لمصلحة الرئيس المكلف دكتور حسان دياب تتفاعل في الشارع السنّي. وعلى الرغم من الدعوات المتكررة من الرئيس الحريري الى الجمهور الثائر طالباً منهم الانسحاب من الساحات فليس من مجيب، والعكس صحيح فما زالت الامور تتفاعل ضد هذا التكليف.
الحقيقة أنَّ هناك شعوراً عاماً لدى أهل السنّة ان ما جرى في التكليف هو نتيجة اتفاق حزب الله وحركة أمل والتيار الوطني الحر. هذا الاصطفاف لترشيح دياب يخلّ في القاعدة المعمول بها كما يجري بالنسبة لانتخاب رئيس الجمهورية وأيضاً بالنسبة لانتخاب رئيس مجلس النواب. فالقاعدة في هذه المراكز الثلاثة هي: بما ان المسيحيين يختارون رئيس الجمهورية كما حدث مع العماد ميشال عون وقد بقينا سنتين ونصف السنة حتى انتخب الرئيس لسببين: الاول تمسك حزب الله بعون والثاني عدم توافر الاجماع المسيحي. لذلك بعد اتفاق معراب بين التيار والقوات شعر الرئيس سعد الحريري ان من واجبه ان يحترم هذا التأييد وذهب بدوره الى تأييد ميشال عون على الرغم من ان القاعدة الشعبية كانت ضد هذا القرار. ولكن الرئيس الحريري احترم ارادة المسيحيين وذهب الى دعم ترشح عون. وهذا يحصل منذ اتفاق الطائف بالنسبة لرئيس مجلس النواب. انطلاقاً من التوافق الشيعي على الرئيس بري فجميع النواب، تقريباً، يذهبون الى انتخاب بري.
من هنا يشعر أهل السنّة بأن هناك استهدافاً للطائفة خصوصاً ان جبران باسيل صرح غير مرة بأنه اذا رجع الحريري الى الحكم فهو سيعود الى الوزارة على الرغم من أن جبران أصبح عقبة كبرى بالنسبة لتأليف أي حكومة يشكلها الحريري لأن تجربته مع جبران كانت فاشلة جداً ولم يستطع خلال ثلاث سنوات كما قال في بداية الحراك: اعطوني 72 ساعة وسأحدد موقفي.
ويومها قال الحريري (تأكيداً على العرقلة من جبران) ان ما حققته هذه الثورة في 3 أيام لم يستطع تحقيقه في 3 سنوات.
لذلك نرى أن الرئيس المكلف سيعاني الأمرّين مع طائفته التي يشعر ابناؤها بأنه جاء عكس ارادتهم وبعبارة صريحة أكثر انه جاء نتيجة تعيين حزب الله لرئيس الحكومة… وهذه تحدث للمرة الثانية التعيين الاول يوم تمسك حزب الله بتعيين عون رئيساً للجمهورية وهذه المرة يتمسك بتعيين رئيس الحكومة.
من هنا نرى ان المستقبل سيكون صعباً، بل صعباً جداً ولن تستطيع أي حكومة ان تحكم في ظل ظروف مشابهة.
باختصار لقد كسروا الميثاقية… وهذا الكسر لن يمر بسهولة… وما يجري في الشارع من قبل المعترضين على التكليف هو تعبير واضح عن ملامح المرحلة.
عوني الكعكي