IMLebanon

القضاء هو الحق والعدالة

من مهرجان فجر الجرود.

الى عيد الجيش في الفياضية.

يظهر لبنان الحقيقي.

انه لبنان الكبير، على أنقاض لبنان الصغير.

كان مشهد الرؤساء الكبار، مثيرا للناس، كما هو مثير لكل الذين آمنوا، بأن الدولة هي لبنان الكبير، لا لبنان الصغير، مهما حاولوا التصغير.

وهذا اللبنان عكسه ويعكسه الرئيس ميشال عون.

ويعبّر عنه حامي الجمهورية الرئيس نبيه بري.

ويصوّره بصلابة الرئيس المكلف سعد الحريري.

وعندما يتهاوى موقع واحد من المواقع الثلاثة، لا يعود لبنان وطنا للجميع.

من الفيّاضية الى عين التينة.

ومن وادي أبو جميل الى بيت الوسط يرتفع صرح البلد أمانة بيد الجميع.

في القلوب حينا.

وفي الصدور أحيانا.

تبدو صورة الوطن زاهية جميلة، انه وطن التنوّع لا بلد التحجّر.

ولذلك، يجب أن يقتنع الجميع، بأن الرأي الواحد مرفوض ديمقراطيا، وان الرأي الآخر حالة مقدسة، حريّة بالاحترام، للديمقراطية السياسية!

كان الرئيس بشارة الخوري يقول ان ما أساء اليه والى حكمه هو الحكم الواحد، والرأي الواحد.

ولذلك، فإنه راح يتلو أمام موفد الرئيس فؤاد شهاب اليه، فعل ندامة على التجديد له، وما رافق مرحلة ١٩٤٧، من عيوب، ومنها تسلّط شقيقه السلطان سليم نائبا، الى ان كان التصحيح باستقالة السلطان من النيابة.

 

***

صحيح، ان الحكومة لم تولد بعد.

لكن، من قال ان الولادة محددة بالوقت.

في خلال مجازر العدو بحق الدروز، ثمة من ينأى بنفسه، عن مجازر العدو.

إلاّ أن الارادة اللبنانية تبدو مريضة أحيانا، وفي التعابير أحيانا.

فليس احتكار التمثيل السياسي علامة صحّة.

إلاّ أن البحث عن مخارج أخرى، هو التمثيل الصحيح.

صحيح انه مخالف لما يسمّيه الناس فجر الجرود، إلاّ أن فجر الدولة هو الفجر الحقيقي للدولة الواحدة.

وكما يقول الأستاذ نسيب لحود، قبل رحيله، فإن ملحمة الشهادة عبّر عنها أيضا رئيس الجمهورية العماد عون، في ذوده عن طبيعة دولة تبحث عن الخلود!!

وهذا ما يعطي فجر الجرود الأصالة في تفسير أبعاد السلطة.

ذلك انه اعتبر اتفاق الطائف، الاختصار الحقيقي للوحدة الوطنية المبنية على الاستقلال والعيش معا.

ذلك ان الوحدة الوطنية ليست فقط، شعارا يجري ترداده في كل أزمة، بل هي كما يقول نسيب لحود الاعتدال والانفتاح في الصالح العام.

***

والوحدة الوطنية اللبنانية تتطلب بشكل خاص، مراعاة العيش المشترك وصون الحريات وآلية العمل الديمقراطي، والدفاع عن أمن الوطن وحدوده.

وتلك هي فلسفة اتفاق الطائف وروحه الوفاقية.

والقضاء هو الضمانة للوصول الى الحقيقة وإحقاق الحق والعدالة، كما يقول المحامي عمر زين في ما هو مطلوب من الجامعة اللبنانية، وما عبّر عنه الرئيس شارل حلو كما قال المحامي الكبير.