الكل الآن، بانتظار ما سيقوله أمين عام حزب الله السيّد حسن نصر الله يوم الأحد المقبل في ذكرى مرور أسبوع على مقتل القيادي في الحزب حاتم حمادي، إذ يُفترض أن تحمل كلمته أجوبة شافية وواضحة في شأن توجهات الحزب الرئاسية في الربع الساعة الأخيرة الذي يتعيَّن على الأمين العام إعلانه إذا كان جاداً في دعم رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون وراغباً فعلاً في إيصاله إلى قصر بعبدا، وذلك بعدما قذف زعيم تيّار المستقبل الرئيس سعد الحريري كرة الاستحقاق الرئاسية بضربة قوية إلى حضن حزب الله.
فحزب الله وبعد ترشيح رئيس التيار الأزرق للجنرال بات في موقع لا يُحسد عليه، فهو من جهة ملتزم بالتصويت للجنرال بحكم أنه مرشحه الوحيد لرئاسة الجمهورية ولا يرضى ببديل عنه حتى لو كان هذا البديل حليفه الأساسي والصديق الشخصي لرئيس النظام السوري بشار الأسد، ومن جهة ثانية هو حريص على تحالفه الاستراتيجي وحتى المصيري مع رئيس مجلس النواب نبيه برّي وليس كما قال السيد حسن نصر الله في إحدى خطبه في وارد التخلي عن هذا التحالف أو التفريط بالثنائية الشيعية مهما اشتدت العواصف وتقلبت الظروف.
فهل يلاقي السيّد نصرالله زعيم التيار الأزرق في منتصف الطريق، ويطويان معاً صفحة أزمة الاستحقاق الرئاسي في جلسة آخر الشهر الجاري، ويصبح جنرال الرابية رئيساً للجمهورية محصناً بإجماع وطني وبقرار لبناني، أم ينضم إلى الرئيس برّي في معارضته بحجة أن عون عقد اتفاقاً مع زعيم تيّار المستقبل بإحياء الثنائية السنية – المارونية والتي ظلت تحكم لبنان منذ بداية الاستقلال وحتى إتفاق الطائف الذي جعل الحكم ثلاثياً حرصاً على دور الطائفة الشيعية.
الذي جاء في البيان الذي صدر عن كتلة المقاومة بعد اجتماعها الأسبوعي قبل يومين في شأن الاتصالات الجارية على قدم وساق للتعجيل في حلحلة العقد من أمام انتخاب رئيس للجمهورية، ولا سيما التقارب بين جنرال الرابية ورئيس التيار الأزرق وقرار الأخير بتبني ترشيح مرشّح حزب الله الأوحد، كان واضحاً لجهة تبني موقف رئيس مجلس النواب نبيه برّي بالنسبة إلى التفاهمات المسبقة وعلى السلة المتكاملة، بحيث شدّد على أهمية حصول التفاهمات قبل الاستحقاق الرئاسي وبعده، ما يفهم منه أن الكتلة تتبنى بوضوح وجهة نظر الرئيس برّي التي حملته إلى تزعم المعارضة لوصول الجنرال إلى قصر بعبدا.
فهل يفعلها السيّد ويعلن تمسكه بإيصال الجنرال إلى قصر بعبدا، وبالنزول في 31 الجاري إلى مجلس النواب لانتخابه، ويعلن في الوقت نفسه وقوفه في المعارضة إلى جانب حليفه الرئيس برّي أم يلجأ إلى وضع شروط جديدة، تتعلق برئاسة الحكومة وشكلها وبيانها الوزاري والثلث المعطّل والاتفاق المسبق على قانون جديد للانتخابات النيابية، لا بدّ من توافرها لطي صفحة الاستحقاق الرئاسي وإنهاء هذ الأزمة التي استمرارها بشكل خطراً على الدولة والكيان وفق التعابير التي استخدمها رئيس التيار الأزرق في خطاب المغامرة.