Site icon IMLebanon

النظام الخميني و«منسأة» المرشد

  

 

قد توهم البعض، خصوصاً في أوروبا المغرمة بالاتفاق مع إيران، أن النظام الخميني سلم من إعصار الاحتجاجات الشعبية الأخيرة، التي أثارت ذعر سدنة النظام وأتباعه في العراق وسوريا ولبنان واليمن.

النظام الخميني لديه علّة بنيوية في صلبه، وهو فاقد الاتصال بعامة الإيرانيين، الذين يشكل الشباب فيه النسبة العظمى، والمسألة ليست تآمراً من السعوديين أو الأميركان، حسب رطانة طبول الدعاية الإيرانية، بل هي عيب في المسؤولين عن النظام. هذا ليس كلامي أنا صاحب هذا المقال، بل كلام الرئيس الإيراني حسن روحاني، في ردّ غير مباشر على معزوفة المرشد علي خامنئي التي عزفها بعد مرور عدة أيام على الاحتجاجات، حين شعر أن حرسه الثوري سيقمع الغاضبين.

ليس حسن روحاني فقط من قال هذا الكلام، بخفر وحياء، بل قاله رموز خدمت النظام أو «الثورة» الخمينية من فجر الثورة، ومنهم الذين قادوا حركة الثورة الخضراء في 2009، موسوي وكروبي وغيرهم، هذه الثورة التي اندلعت من داخل أبناء النظام نفسه، لكن ذابت في ملح القمع، بعد أن خذلها، بلؤم سياسي، الصابر الاستراتيجي، باراك أوباما، وعرفنا لاحقاً أن هذا الخذلان للخضر في إيران وللسوريين كان رشوته لسدنة النظام الخميني من أجل تمرير صفقته معهم.

علل النظام لن تشفيها هدايا أوباما سابقاً، أو ورثة أوباما البيض في أوروبا، لأنها علة باطنية في الأحشاء.

هذه الأيام، هاجم مهدي كروبي، الرئيس السابق للبرلمان الإيراني وأحد زعماء الحركة الخضراء، الخاضع للإقامة الجبرية منذ 7 سنوات، برسالة صريحة المرشد الأعلى للنظام الإيراني علي خامنئي، محملاً إياه الحصاد المرّ الحالي بإيران، لأنه كان في صلب المسؤولية الإيرانية منذ بداية الثورة الخمينية، وزيراً ورئيساً ومرشداً.

الرسالة نشرها موقع «سحام نيوز»، التابع لحزب «اعتماد ملّي» (الثقة الوطنية) ، الذي يتزعمه كروبي.

ذكّر فيها أحد المسؤوليين التاريخيين في الجمهورية الخمينية، كروبي، بما حذّر منه الخميني (مؤسس الجمهورية الخمينية) في السنوات الأولى من الثورة، حيث قال لرجال السلطة: «يجب أن تخافوا من اليوم الذي يصبح فيه الناس على فهم ما في داخلكم من نيات، عندها ستكون نهايتنا جميعاً».

كروبي انتقد خامنئي بحدة، واتهمه بأن الوضع السياسي والاقتصادي والثقافي والاجتماعي بإيران هو «نتيجة مباشرة لسياساته الاستراتيجية والتنفيذية»، كما كتب مخاطباً المرشد خامنئي: «النظام هذه الأيام أصبح في منحدر السقوط».

لا نقول إن النظام سيسقط بطريقة نظام تشاوتشيسكو الروماني، حتماً، لكنه يتداعى قطرة قطرة، حتى إن اتكأ على منسأة المرشد.