حملت زيارة اهالي العسكريين المحتجزين ابنائهم في جرود عرسال، تساؤلا عن سبب تأخر المفاوضات لتخليتهم، اضافة الى ما حمله الاهالي معهم من مطالب تخص الخاطفين من جماعة النصرة، لاسيما بالنسبة الى عدد من النساء اللواتي لهن علاقة بالخاطفين ان كن من زوجاتهم او بناتهم، مع ما لفت اليه الزوار من حسن الضيافة، اضافة الى تأمين حاجات المحتجزين من مأكل وملبس (…)
اللافت في هذا الخصوص ان الزيارة الى اماكن احتجاز العسكريين استغرقت زهاء ثماني ساعات امضت النسوة ساعتين منها مع ابنائهن، فيما كان هناك تساؤل عن الاسباب التي تحول دون وصول مقاتلي حزب الله الى مكان الاحتجاز، على رغم كل ما قيل وتردد عن تواصل بين حزب الله والجيش العربي السوري من جهة القلمون وصولا الى عمق جرود عرسال، حيث بدا كل ما تردد عن ان قتال الحزب بلغ عمق القلمون من جانب جرود سوريا باتجاه الحدود اللبنانية الشرقية، فضلا عما تردد من سقوط معاقل النصرة التي تتمركز في تلك الاماكن (…).
لقد تردد في الاعلام الحربي لحزب الله ان مواقع النصرة قد انهارت ولم يعد لها من مكان الى ان تبين نتيجة لقاء الاهالي امس مع ابنائهم ان اخبار الحزب غير موثوقة، جراء اختراق الباصات الثلاث عمق جرود عرسال من غير ان يعترضها معترض، وهذا ما يدحض معلومات حزب الله عن احتلال قواته جميع المناطق المتاخمة للحدود اللبنانية – السورية حيث كانت لقوات الحزب لقاءات مع الجيش السوري الى ان تبين العكس تماما اي ان اعلام الحزب مشكوك في معلوماته، اضافة الى ما هو غير دقيق بالنسبة الى الاختراقات العسكرية (…)
السؤال المطروح عن حزب الله هل صحيح ان جرود عرسال اصبحت نظيفة من مقاتلي النصرة وداعش، «لان ما حصل يوم السبت ينفي صراحة ازالة مواقع النصرة»، الى حد القول ان العسكريين المحتجزين لا يزالون في عرسال وما جرى كان مجرد تمويه القصد منه انتقاد تقاعس الدولة عن فهم ماذا تريد النصرة لتخلية المحتجزين لديها، كذلك بالنسبة الى سؤال حزب الله عن معلومات اعلامه الحربي عن كل ما تردد سابقا من عمليات مطاردة وقتلى واحتجاز العشرات من النصرة وداعش!
من حيث المبدأ لا يجوز التشكيك في معلومات الاهالي، في حال كان تشكيك في معلومات حزب الله عما حققه وعما لم يصل اليه في اماكن حساسة، فضلا عما تردد عن تواصل مباشر بين مقاتلي الحزب وجيش النظام السوري، وهذا بدوره يحتاج الى من يؤكده بمعزل عن الاعلام الغبي الذي ربط طويلا بين الامور ببعضها الى ان تبين ان النصرة لا تزال تتمتع بالسيطرة على اماكن حساسة، مثلها مثل داعش، واي كلام مغاير يحتم الكشف صراحة عما حصل بالفعل!
كذلك، لا بد من التساؤل عما يمنع مفاوضة النصرة او داعش لتخلية العسكريين المحتجزين طالما ان مطالب هؤلاء واضحة ولا تحتاج الى من يصححها، ان لجهة المبادلة التي قيل ان لبنان توصل الى ذلك من دون ان تتضح النتيجة، على رغم المراجعات المتكررة مع رسميين من قطر وتركيا يتولاها المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم من غير ان تسفر عن نتيجة ايجابية حتى اشعار اخر، وثمة من يرى من متتبعي هذا الموضوع انه اخذ الكثير من الوقت الذي كان بوسع لبنان انجاز ما يريده!
لقد قيل الكثير عن وقوع النصرة وداعش بين فكي كماشة حزب الله في الجانب اللبناني من عرسال وجرودها وفكي كماشة قوات الاسد من جهة القلمون غربي الحدود السورية، الى ان تبين جراء المستجدات ان الاخبار غير صحيحة من جانبيها اللبناني والسوري، ما يتطلب اعادة نظر بالعمليات التي جرت من لبنان ومن سوريا في وقت واحد، اقله كي لا يقال ان «الكذب ملح الرجال» او ان الصور التي التقطت للمعارك كانت مجرد اوهام مفبركة؟!
الاسئلة في هذا المجال اكثر من ان تحصى، لاسيما ان احدا لا يتوقع اجوبة شافية ما يثير الاستغراب ازاء الروايات الحربية الخادعة، ما يوحي ايضا ان «اخبارنا عن قرب تخلية المحتجزين لم تعد موثوقة» بدليل عدم التجاوب مع الخاطفين الذين يتلاعبون باعصاب الاهالي ومثلهم اعصاب «خلية الازمة» المحشورة في هذه الاونة بمكب النفايات قبل كل ما عداه؟!