Site icon IMLebanon

خطف الأجانب من خطف السلطة

على الرغم من الطبيعة الموضعية لحادثة خطف المواطنين التشيكيين الخمسة، ممن يقال انهم سواح حيناً، وصحافيين حيناً آخر، لارتباطها برغبة مقايضتهم مع اللبناني علي طعان الموقوف في تشيكيا بملف تجارة أسلحة، وليس من أجل فدية مالية كما كان الحال مع الاستونيين السبعة عام ٢٠١١، فان هذا الخرق الأمني الخطير أعاد الى ذاكرة اللبنانيين مسلسل خطف الأجانب في لبنان، لأغراض سياسية أو مالية، مما قد يهدد الاستقرار النسبي الذي نستظله ونتباهى بفيئه، أمام الجوار العربي الهائم في العراء…

والأخطر في ما جرى، ليس فقط في الانطباعات التسيبية التي ستؤخذ عن لبنان، الذي تسير مؤسساته المضروبة بالشغور والفراغ، بل في الواقع الذي جعل بعض اللبنانيين يتجاوزون حدود سلطة بلدهم في أفعالهم، فيستدرجون هذه السلطة الى حفرة العجز عن تلبية استغاثتهم، عندما يقعون في شرور أعمالهم، مما يضطرهم الى تقليع أشواكهم بأيديهم، فيتورطون ويورّطون بلدهم معهم.

هذه الحال نشهدها في قضية خطف العسكريين لدى داعش والنصرة، بإخفاق السلطة، رغم الوساطات والزيارات، ومراجعات الأهالي واعتصاماتهم الدورية، في الطرقات وأمام المؤسسات الرسمية والدبلوماسية ما اضطر الأهالي في النهاية الى أخذ قضيتهم بأيديهم، وبما ان الخاطفين محصّنون ضد الخطف، والموت عندهم شهادة، فقد اضطر الأهالي الى طلب الشفاعة من الخاطفين في معاقلهم، انسجاماً مع مقولة ما حكّ جلدك إلاّ ظفرك…

والأسوأ من خطف الأشخاص، خطف الأرواح على قارعة الطرق وعلى مرأى من الناس كما حدث في منطقة الصيفي، وهذا ومثله الكثير جعل رئيس القوات اللبنانية د. سمير جعجع يتوقع المزيد من الارتدادات السيّئة للاتفاق النووي الايراني مع دول الغرب، حتى ذهب به التشاؤم حدّ توقّع التصعيد على مستوى المنطقة، تقديراً منه بأن ايران ستكون بوضع المرتاح أكثر، وبامكانيات على التدخّل.

لكن رئيس القوات الموجود الآن في المملكة العربية السعودية واثق بأن حزب الله بلغ حجمه الأقصى في لبنان ولا زيادة لمستزيد بمعزل عن الامكانيات التي قد تتوفّر.

بعض اطراف ١٤ آذار بدت اكثر تفاؤلا في تقييمها لانعكاسات الاتفاق النووي الايراني – الغربي، فالوزير السابق محمد عبد الحميد بيضون يرى في هذا الاتفاق انتصارا للتيار الاصلاحي في ايران ممثلا بالرئيس روحاني والوزير ظريف، وان نتائجه المباشرة ستنهي خدمات الحرس الثوري في ايران وحزب الله في لبنان، والجماعات العسكرية التي زرعها الحرس الثوري في باقي البلدان وفي طليعتها سوريا والعراق واليمن بالطبع.

بالمقابل، فان هذا الاتفاق سوف يحرر ايران من عزلتها السياسية والاقتصادية، وستتجاوب طهران مع الواقع الجديد، ولو بالتؤدة الايرانية المعروفة، لأنه لن يكون مقبولا استمرار تواصلها الثوري مع بعض الجماعات المذهبية الاقلوية في العالم العربي أكانت في المعارضة او على رأس السلطة، وبالتالي لن تستقيم طويلا معادلة انتاج الارهاب أو تغذيته لتبرير محاربته.

اما عن رئاسة الجمهورية اللبنانية الشاغرة وحصتها من التطورات الاقليمية، فمن حيث توقيت ولادة الرئاسة العتيدة، لا جديد، بل ان النائب جورج عدوان يستبعد انتخاب رئيس هذا الصيف، اما من حيث المواصفات، فالجديد ما اعلنه غبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي من متحف الابادة الارمنية بالأمس، حول حاجة لبنان الى رئيس حيادي جامع… ومثل هذا التوصيف الحاسم يتقاطع مع دعوة الرئيس تمام سلام عبر البي بي سي الى رئيس توافقي من خارج اصطفافات ٨ و١٤ آذار، ولو كره المعتدّون بنتائج الاستطلاعات الهاتفية… والشخصيات التوافقية المؤهلة، ظاهرة ومعروفة ولا تحتاج الى بوق…