IMLebanon

خطف السعودي… فدية ماليّة لا أكثر ولا أقلّ

 

في دولة يضربها الهريان والعجز، اللذان زاد من بلتهما طين الازمة الاقتصادية التي ضربت البلاد، وجاءت «شحمة عا فطيرة» لتبرير المسؤولين تلكؤ اتباعهم عن تسيير شؤون الانس، وحدها القوى الامنية والعسكرية، بما تبقى لديها من طاقة، تعمل بعيدا عن التعطيل والشغور اللذين باتا «تراند» الموسم وعهد الفراغ.

وعلى امل ان تنسحب الانجازات الامنية على عالم السياسة اللبنانية، يشهد الملف الرئاسي تطورا نوعيا لجهة توحد قوى المعارضة خلف مرشح واحد، وهو ما ناقشه البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي مع رئيس حكومة الفاتيكان ومع الرئيس الفرنسي، وهو ما لا بدّ ان يفعل فعله اثر العودة البطريركية الى بيروت.

فبخلاف عجز الطبقة السياسية عن انتخاب رئيس للجمهورية لبدء مسيرة الانقاذ، اثبت الجيش اللبناني ومديرية مخابراته مرة جديدة، انهم «قدها» على صعيد الامساك بالامن وافشال المخططات الجهنمية للبعض، التي لو قدر لها ان تتحقق لاوصلت الى ما لا تحمد عقباه.

وفي آخر هذه الانجازات تحرير المواطن السعودي الذي اختطف فجر الاحد على يد عصابة منظمة امتهنت كل الاعمال المخالفة للقانون، بما فيها عمليات الخطف مقابل فديات لمواطنين اجانب طوال الفترة الماضية، حيث نجحت في الافلات من قبضة القوى الامنية، علما ان رأسها المدبر يدير نشاطاته الاجرامية من غرفة عملياته داخل الاراضي السورية على بعد مئات الامتار من بلدة القصر، التي تنفذ فيها وحدات الجيش دوريات وعمليات امنية ضد المهربين على انواعهم.

وفقا لمصادر متابعة، فان عملية خطف المواطن السعودي لم تكن عملية عادية في توقيتها، في ظل الانفتاح العربي – السوري والسعودي – الايراني، والدور الذي تلعبه المملكة من جديد في لبنان، بعد ان كانت علقت علاقاتها مع لبنان على خلفية ملف تهريب المخدرات والكبتاغون، الذي نجحت السلطات اللبنانية من الحد منه بشكل كبير.

وتتابع المصادر بان تداعيات عملية الخطف وما كان يمكن ان ينتج عنها، على صعيد العلاقات بين لبنان والسعودية، دفعت بالقوى الامنية الى استهابة الموقف والتحرك بسرعة، مستنفرة كل جهودها وامكانياتها لتفويت اي فرصة على المصطادين بالماء العكرة.

واشارت المصادر الى ان المعنيين على كافة مستوياتهم كانوا على تواصل مباشر وعلى مدار الساعة بالسفير السعودي، لوضعه في اجواء تطورات العملية الامنية التي نفذت، كما واكبت التحرك الامني اتصالات سياسية على ارفع المستويات للحد من اي اجراءات قد تتخذ، خصوصا بعد ما صدر عن السفارة في بيروت من اجراءات منعت بموجبها موظفيها بالخروج، وهو ما دل على ان العملية اتخذت منحا خطيرا، رغم ان التحقيقات انتهت الى ان الامر مجرد عمل اجرامي بهدف الحصول على فدية مالية.

وفيما توالت التهاني لقيادة الجيش ومديرية مخابراته، توقف المراقبون عند غياب اي تنويه او اشادة من وزير الدفاع الوطني العميد موريس سليم، رغم ان كسرا للجليد حصل بين الوزير وقائد الجيش، وسبق وحصل لقاء ثنائي بينهما بعد لقاء السراي.

في كل الاحوال مر القطوع على خير، ونجحت مخابرات الجيش بفضل اداء عناصرها وكفاءة عسكرييها، وسرعة تحركها بحرفية ومهنية عالية، في انقاذ البلد من مطب كبير، غير آبهة ببعض التحليلات من هنا والتنظير من هناك، من اصحاب الربط بين ما حصل والاستحقاق الرئاسي، الذي طالما اكد قائد الجيش انه غير معني به لا من قريب او من بعيد، وهو امر غير قابل للمساومة.