IMLebanon

عقدة الارهاب!!

 

كان عائدا من الخارج، وعندما سألوه عما يتوقع في الداخل، ردّ بأن الداخل اللبناني، ليس أسوأ من الخارج العالمي.

باختصار، في نظر الرئيس ترامب، لا منفعة من الطلاسم، ولا رهانات ناجعة على الأوهام. منذ العام ٢٠٠١، بعد اقتحام الطائرات في الأجواء الأميركية وانهيار احدى أكبر وأعلى ناطحات السحاب في نيويورك، تردد ان الرئيس السابق بيل كلينتون تجاهل فضائح ضربت طموحاته، وقال ان الولايات المتحدة ليست أكثر مناعة من الارهاب، وليست أيضا أشدّ قوّة صمود من طائرات أميركية، تداعت في السحب وفي أجواء واشنطن ونيويورك.

الارهاب خرج من لبنان مهزوما، وهرب من جرود عرسال ضعيفا، لكنه عالميا، لا يزال قويا، ولو بالتواتر.

صحيح، ان مجزرة لاس فيغاس لا تزال عقدة أساسية في عالم يبحث عن أسلوب يكبح به جماح الارهاب، لكن المجزرة ولو ارتكبها شخص، تقضّ الآن مضاجع العالم من أدناه الى أقصاه.

إلاّ أن الارهاب هو معضلة الساعة، كما كان البرج الدولي، قبل قرابة نصف قرن، يصنع ظاهرة القوة، ساعة قيامة القوة العالمية بين الهتلرية والشيوعية.

لم تستطع يومئذ ظاهرة العالم الحر، بقيادة أميركية أو أوروبية، ابراز القوة الثالثة في عالم غارق في بحر من الرهانات الدولية، لكنها تفرّجت على سقوط الرايخ الهتلري وعجز المناعة الأميركية عن دحر القوة الناشئة على شواطئ فلوريدا الأميركية، وكاليه الفرنسية.

 

ولبنان الذي يتفرّج على لعبة ازدواجية الضريبة ماذا عساه ان يفعل أمام حرب الضرائب، وهجوم الاضطرابات العمالية، ليتفادى الكوارث الاقتصادية والأزمات المادية الضاربة في صميم العجز المادي، وأتون البازار الذي لا يوقفه ضرب من ضروب العجز؟

ويقول مرجع كبير عائد من الخارج الى الداخل، انه لا يستطيع أن ينصح بشيء للخلاص من معاناة تجتاح الجميع، لأن الآفاق مقفلة أمام معظم الاحتمالات.

طبعا، لا يُسقط هذا العائد من حسابه، دور كل من اللبنانيين، في تجاهل العقبات الماضية. لكنه، يقول ان المعالجات الدؤوبة لا تنفع ولا تجدي، لأن الوقت قد تجاوز كل ما هو متاح، إلاّ بأعجوبة.

وهذه الأعجوبة مساوية غالبا لمشكلة أساسية عنوانها الارهاب.

كان الرئيس السوري أديب الشيشكلي يزور مدينة زحله قبل نحو سبعين عاما، ويمارس لعبة الأقوياء أمام أصدقائه، لكنه عرف كيف يتفقّون على سواه في لعبة القوة التي يحتفظ بها الأقوياء.

يومئذ، كان أديب الشيشكلي يتشاوف بقوة سوريا. لكن هذه القوة ذهبت هباء، بعد قرابة سبع سنوات من الصراع بين نظام الدكتور بشار الأسد، الذي يستعيد الآن قوته، وبين القوى السورية المعادية له، وقد تداعت هيمنتها على بعض البلاد.

والمشكلة ان العقدة هي عقدة التفوّق، ولا أحد يبحث عن ظاهرة التصالح بين الارهاب والسلام.