بصرف النظر عن كلّ ما ورد في خطاب عاشوراء الليلي أو الصحابي، الذّعر من كردستان العراق سيّد الموقف في خطاب أمين عام حزب الله حسن نصرالله، من أين أتته مفاجأة الاستفتاء، كردستان المستقلّة تقضي على الحلم الإيراني بضم العراق بشكلٍ أو بآخر، إيران غاضبة جداً وخائفة جداً، وهنا التفاتة على الحقبة الخمينيّة إذ بعد قيام جمهورية الخميني المشؤومة في إيران في شتاء عام 1979 اجتاح المناطق الكردية في إيران غضب عارم بعد عدم السماح لممثليين عن الأكراد بالمشاركة في كتابة الدستور الإيراني الجديد وكان عبد الرحمن قاسملو من أبرز الشخصيات الكردية في ذلك الوقت إلا أنّ الخميني منع قاسملو من المشاركة في كتابة الدستور ويرد كثير من المؤرخين سبب رفض الخميني مساهمة الأكراد في كتابة الدستور بالبعد المذهبي بالاضافة إلى البعد القومي لكون أغلبية أكراد إيران من أهل السُنَة.
الحال في تركيا ليس بأفضل، فإن كان أكراد إيران وبعد تناقل مواقع مؤيدة للأكراد ونشطاء مقاطع فيديو تؤكد وصول حمى الانفصال إلى المناطق الكردية الخاضعة لإيران، لذا الكابوس الذي كانت تخشاه إيران، أصبح واقعاً ملموساً بعد خروج الآلاف من الأكراد إلى شوارع المدن الكردية، خصوصاً في أكبر مدن كردستان إيران، أورمية، تكتشف سبب هذا الذعر الإيرانيّ لأن أكرادها منتشرون في كل البلاد.
وإذا كان الأكراد في إيران يشكلون 16 في المئة من مجموع الكرد في العالم. عددهم 4,398,000 نسمة أي حوالى 6 في المئة من مجموع سكان إيران، الطامّة الكبرى هي في تركيا، أردوغان الحانق الغاضب يدرك خطورة وضع جغرافيّة بلاده، إذ يشكل أكراد تركيا 56 في المئة من مجموع الكرد في العالم، وعددهم 15,016,000 نسمة أي ما نسبته 20 في المئة من مجموع سكان تركيا.
بصراحة لم أفهم التهديدات التي أطلقها أمين عام حزب الله بوجه المملكة العربيّة السعوديّة، فالأكراد في المملكة عبارة عن جالية ليس أكثر، ثمّ من أولى بالذّعر من موسى التقسيم الذي وصل إلى ذقنه إيران وتركيا أم السعوديّة، في الحقيقة كما عودنا السيّد كلاماً في لبنان لا قيمة له ويجافي الحقيقة والصواب، الحقيقة نجدها في المخاوف الإيرانية غير المغلفة بـ»بعبع» إسرائيل، الحقيقة تختصرها هذه الكلمات… وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أكد أن الاستفتاء في كردستان سيجلب نزعات مناهضة للمركزية من شأنها أن تكون كارثية على العراق ولن تنحصر فقط على الأكراد وحدهم، هذه أولاً، أمّا ثانياً ويضاف إلى ذلك فحدّث ولا حرج عن تخوف طهران من النفوذ الإسرائيلي والسعودي في كردستان، الذي أضحى – حسب قولها – أحد أهم الأخطار التي تواجه الأمن القومي الإيراني…
الأيام آتية، فلنتفرّج على الأمن القومي يتزعزع، عندها ستضطر كل ميليشيات العصابات الشيعيّة الموجودة للحرب في سوريا ستنتقل إلى طهران لتحارب هناك دفاعاً عن أمنها القومي حتى لا تسقط جمهورية «ظهور المهدي»!
«البداية من كردستان العراق» هكذا قال السيد في خطاب ليلة عاشوراء، والنهاية من كردستان أيضاً، ومن يعش يرَ.
ميرڤت سيوفي