Site icon IMLebanon

لغة الشارع والاتجاه التصعيدي؟!

عندما نزل التيار الوطني الى الشارع كان الجميع يعرفون كيف ستنتهي الخطوة بنهاية التظاهر لكن تلويح الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله بدعم التيار العوني الحليف في تظاهراته، لا بد وان يؤدي الى غاية تصعيدية اخرى يمكن ان تتمثل بنزول غيرهما الى الشارع وعندها ستختلف النتيجة باختلاف  المشهد السياسي الذي يحتم حصول مواجهات، حيث لا يمكن ان تقتصر النتائج على رفع الشعارات والصور بقدر ما ستتعداها الى مواجهات غير مستبعدة تبشر بالاسوأ على ارض الواقع خصوصا ان الاجواء المحمومة توحي بذلك!

واذا كان من مجال لتقبل مثل هكذا نتيجة، فان التيار الوطني يتطلع الى حزب الله كي يشاركه حركة الشارع وفي سياق تصعيد مواقف الجانبين، من دون ان يحسبا امكان نزول متظاهرين من قوى 14 اذار مع ما يعنيه ذلك من حتمية التصادم وليس طلب الود السياسي وهذا ما على الجميع معرفته، وحساب حسابه كي لا تتطور الامور باتجاه الاسوأ خصوصا انه في حال كانت الغاية اسقاط الحكومة، عندها من واجب وزراء قوى 8 اذار الاستقالة لتطير الحكومة ومعها  مشروع 14 اذار، في حال  كان هناك مشروع تسلطي كما يزعم ويدعى رئيس التيار الوطني العماد ميشال عون الذي اقترب اكثر  من اللازم من توريط حزب الله في ما لا يراه من حقه؟!

ومن الان الى حين وضوح الرؤية السياسية من جانب التيار الوطني لجهة توريط حزب الله في حركة التظاهرات، لا بد من ان تتطور الامور باتجاه تصعيدي يمكن ان يسقط الحكومة في حال كانت رغبة باسقاطها، وعندها فقط تنتفي الحاجة الى المزيد من التصعيد وما الى ذلك من توتير سياسي قد يتطور الى توتير امني، يبدو الجميع في خشية من الوصول اليه ليس لانه يفيد جهة على حساب جهة اخرى بل لان نتائجه لن تكون لمصلحة احد، بقدر ما يمكن ان تؤدي الى انفجار  امني غير محمود العواقب، ليس لاننا في زمن اللعب بالعواطف، لاسيما عندما تسمح الظروف بان تتكرر احداث ايار  من العام 2007!؟

المهم ان لا تبقى الامور باتجاه تبادل مناخات التوتير، حيث لكل مصالح تمنعه من ان يراهن بكامل اوراقه، والمقصود هنا هو حزب الله الذي يصعب عليه ان يقاتل في حرب ضروس في سوريا وفي حرب اثبات الوجود في لبنان، حيث لا بد وان تختلف النتائج ويصعب الاخذ في الحسابات السياسية من غير الحسابات الامنية، فضلا عن ان امور البلد لا تسمح برهانات خاطئة من جانب اي طرف تجنبا لمحاذير اللعب بالمصلحة الوطنية العليا (…)

وما هو اهم انه  في حال تورط حزب الله في استخدام  سلاحه بطريقة ام بأخرى، فان النتائج لن تصب في مصلحته او في مصلحة حليفه التيار العوني الذي يتطلع الى ان يورط حزب الله في ما لا طاقة له على القيام به عن حق او خطأ، خصوصا ان الحق لن يكون لمصلحة اي طرف، طالما كانت النتيجة ضرب الاستقرار والوصول الى امن اللاأمن، مع العلم ايضا ان الظروف العامة  لا توحي بقدرة احد على ان يسجل  ايجابيات لمصلحته باعتراف الجميع بلا استثناء!

لذا، فان ما يقال عن الخشية من ارتكاب اعمال خاطئة من اي طرف، فمعنى ذلك ان الطرف الاخر لن يكون في منأى عن ان يورط نفسه في ردود فعل من الصعب تصورها، لانها ستزيد الامور السياسية والامنية تعقيدا، فيما من واجب الحكومة تجنب ما يثير شهية التيار الوطني الى الحكم، في حال كان على خطأ او صواب!

وهذا الكلام موجه حكما الى رئيس الحكومة تمام سلام وبعض وزراء حكومته ممن لا يطيق سماع كلمة انتقاد من وزراء 8 اذار، كي لا يكون المشهد السياسي على نصف رأي بعكس مما هو مرجو؟!

ومن الان الى حين وضوح الرؤية بالنسبة الى خطوات حزب الله لمساعدة التيار الوطني في تظاهراته، هناك من يجزم بان قوى  14 اذار لن تقف مكتوفة الايدي كي لا تخسر معركة اثبات الوجود، والامر عينه ينطبق على قوى 8 اذار التي تبدو على استعداد لان توظف ثقلها الشعبي والسياسي في معركة اثبات الوجود على رغم المحاذير السياسية والامنية؟!

عندما قال السيد نصر الله ان العماد عون هو الممر الاساسي الى رئاسة الجمهورية كان يقصد مغازلة حليفه، خصوصا ان الاخير على ثقة بان الحزب لن يتخلى عنه بقدر ما يعتبره فرس رهان من المستحيل ان يراه خارج اللعبة الرئاسية لاسيما ان «الجنرال» قدم مواقف لا تضاهى في دعم حزب الله في حربه في سوريا وفي سلاحه غير الشرعي ومن الصعب ان يتخلى عنه حتى ولو اضطر لان يفعل السبعة وذمتها من دون حاجة الى مخاطبة حليفه بصريح العبارة السياسية والامنية والاعلامية على مدار الساعة!