«المسرح» في اللقلوق… أما المشاهدون فهم بحسب ترتيب المقاعد:
عديل رئيس «التيار الوطني الحر»، النائب السابق شامل روكز الذي لم يكن بعيداً عن الشيخ فريد.
عديل الشيخ فريد، رئيس «مشروع وطن»، الذي خوَّنه الوزير باسيل بعدما اعتبره انه قفز من سفينة «تكتل لبنان القوي».
الوزيرة السابقة، وربما اللاحقة، النائبة ندى البستاني، لأن غيابها عن «المسرحية» سببه ان «قمة اللقلوق» ليست كسروانية الطابع، بل إن دور الشيخ فريد فيها هو أقرب إلى «الموفد الزغرتاوي» منه إلى نائب كسروان وأحد حراس بكركي.
النائب السابق روجيه عازار والوزير السابق منصور بطيش، وينطبق عليهما المعيار ذاته المتعلِّق بهوية القمَّة من انها ليست كسروانية الطابع والهدف.
وَضع الوزير باسيل جانباً ملف المرامل والكسارات الذي استخدمه على مدى خمسة عشر عاماً ضد الشيخ فريد، سواء عبر بيانات التكتل أو عبر التقارير التلفزيونية، ولم تكن تنفع كل بيانات النفي التي كان يصدرها الشيخ فريد.
وَضع ملف المرامل والكسارات جانباً لأن الوزير باسيل ليس في الأصل ناشطاً بيئياً وليس عضواً في منظمة «غرينبيس»، فالاولوية عنده هذه الأيام لـ»البيئة الرئاسية»، وبسبب هذه الأولوية «مغفورة للشيخ فريد خطاياه البيئية في الطبيعة».
هذه المرة انقلبت الآية بالنسبة إلى الوزير جبران باسيل، فالشيخ فريد لا ينطبق عليه ما ينطبق على الوزيرة ندى والوزير منصور بطيش والنائب روجيه عازار، من قاعدة «كُنّ فيكون، أو تكون»، فإبن البيت الخازني له حيثيته السياسية والحزبية قبل «تسونامي» عون وقبل دخول التيار إلى كسروان، فهو ابن بيت شمعوني بامتياز من جانب والده الشيخ هيكل وعمه الشيخ رشيد، وكان الرئيس كميل شمعون «ضيف شرف دائم» في بيتهم، لكن حقبة الوصاية السورية منذ مطلع تسعينيات القرن الماضي وصولاً إلى حكومة الرئيس عمر كرامي الثانية، عدَّلت من «تموضع» الشيخ فريد، وإنْ كان الوحيد الذي استقال من تلك الحكومة، ليتولى الشيخ وديع الخازن حقيبة السياحة منه. ثم كان «تسونامي» العماد عون الذي أطاح الجميع.
اليوم أنقلبت الامور رأساً على عقب، انحسر «تسونامي» لتحلَّ محله السدود التي انتقدها الشيخ فريد مراراً، هنا تعادل جبران والشيخ فريد بالنقاط فألغيا الإحتساب: باسيل ألغى المرامل والكسارات، والشيخ فريد ألغى السدود لأن «مصيبة الرئاسة» تجمعهما.
لكن «العقدة الرئاسية» ابعد من ذلك: باسيل غير قادر على العطاء، والشيخ فريد غير قادر على الأخذ، فالقمة بين اصيلٍ ووكيل: باسيل يفاوض لتكون له الرئاسة، والشيخ فريد، وكيل الاصيل سليمان فرنجية، الذي كان في إجازته البحرية يوم انعقاد القمة، يسعى لرئاسة الاصيل، فكيف يستقيم التفاوض على شيء لا ينقسم قسمَين؟
«قمة اللقلوق» في الإحتساب الفوري، على طريقة «اليومية» في اليانصيب، أعطت رصيداً إلى الشيخ فريد، أكثر مما أعطت لباسيل: أوقفت النكد السياسي الذي كان التيار يمارسه في حق الشيخ فريد، فلا مرامل وكسارات بعد اليوم بل بيئة نظيفة توصَف لمرضى الربو. لكن باسيل لم يخرج «خالي الوفاض»: سجَّل هدفاً في مرمى حليفه السابق وعدوه الحالي، نعمة افرام، ووضع حجراً إضافياً فوق «القبر السياسي والنيابي» لعديله شامل روكز.
ولكن ثمة في كسروان من شاهد المسرحية من بعيد، من جعيتا، زياد بارود، الذي تعلَّم كيف يحفر مغارتها بإبرة، فالسياسة عنده مثابرة لا تسويات وصفقات.
والأبعد من الجميع في مشاهدة المسرحية، قائد الجيش العماد جوزيف عون الذي وإن اختلف فرنجية وباسيل على كل شيء فإنهما يلتقيان على محاولة قطع الطريق عليه للنزول من اليرزة إلى بعبدا.