IMLebanon

الفرصة الأخيرة في ساحة النجمة!

لا مجال للتسويف والمماطلة. ولا وقت للمناورات والألاعيب. فالوقت ضيّق، والفرصة تكاد تكون الأخيرة للبلد اليتيم، وهي تنتظركم على أحرّ من الجمر في ساحة النجمة.

وإلاّ، الويل للبنان الكرامة والشعب العنيد. الويل لكم. الويل للرأي العام الغائب عن الوعي دائماً، والذي خلع عليه الشيخ الرفيق سعيد تقي الدين لقب “البغل”.

الويلُ كل الويل إذا ما تسبّب بعضهم بفرط جلسة تشريع الضرورة، وما ينتظرها من مشاريع قوانين إنقاذيّة في هذه المرحلة اللبنانيّة الخطيرة للغاية.

على افتراض أنّ الفريق المسيحي “المثلّث” تغيَّب، أو أصرّ على فرط الجلسة، مما يتسبّب حتماً بتطيير المشاريع التي من ذهب، وتضييع الفرصة الأخيرة… عندئذ لا يستغربنّ أحدٌ إذا ما تزلزل لبنان الذي يتاجرون بآلامه، وخرابه، وتعطيله، وشلّه، وتفريغه رئاسيّاً ودستوريّاً، ثم تمزيقه.

لا بدّ أن يتحمّل كامل المسؤولية أمام اللبنانيّين، والعرب، والعالم، أولئك الذين ورثوا التاج وبساتين الذهب عن آبائهم وأجدادهم، مثلما ورثوا رضى كل الفئات اللبنانيّة وترحيب كل الدول العربيّة، لكنّهم بطيشهم وصراعاتهم على الكرسي والتاج ضيّعوا الأمانة، وضيّعوا المكانة، وضيّعوا لبنان بـ”نجاح” منقطع النظير.

مثلما ضيّعوا الرضى، وضيّعوا الترحيب، وضيّعوا فرصة وبلداً وأسطورة هيهات أن نسترجعها حتى في الأحلام.

كيان لبنان مهدّد. صيغته مهدّدة. نظامه الذي كانت الدنيا تحسده عليه معطَّل ومعرَّض لـ”التطيير” بدوره. بل بيننا مَنْ سمع من مسؤولين كبار في أميركا وأوروبا أن لبنان لم يعرف وضعاً بهذه الخطورة من قبل.

لقد يئس أصدقاء لبنان في المنطقة وعبْر البحار. وبلّغوا مَنْ يعنيهم الأمر أن المسؤولية ملقاة بكاملها على عاتق اللبنانيّين أنفسهم، المسؤولين وحدهم عن العار الكبير، الممثَّل بالفراغ الرئاسي والمؤسّسات… وإن كان “الخارج” هو الآمر الناهي في هذا الصدد.

لا مندوحة من مواجهة الأمر الواقع، واستسلام الفئات اللبنانيّة يوماً لهذا الخارج، ويوماً لذاك، ويوماً لذيّاك. ولولا هذا الاستسلام المعيب لكان لبنان اليوم هو جنّة الدنيا.

ما علينا، جلسة تشريع الضرورة من أمامكم والانتحار من ورائكم، وما من خيار آخر. هكذا، بهذه الصراحة تحدّث الرئيس نبيه برّي. ومعه كل الحق.

وإذا كان بعض المسيحيين، المهووسين بالكراسي والهيمنة، لم يتعلّموا من تجارب الماضي، فإنهم سيبحثون عن الندم ولن يجدوه… “ولن نسير معهم في هذا الانتحار”، هذا رأي وليد جنبلاط.

لمصلحة مَنْ تنتحرون لبنان مرّة أخرى؟