ما حدث وما شاهدناه خلال اليومين الماضيين، كشف للطوائف التي ترفض التسلّح وتلتزم الدولة والقانون، أنّ هذا السّلوك لن يؤدّي إلا إلى المزيد من «دعسهم» والتطاول على كراماتهم ورموزهم! وصحيح أنّ ما شاهدناه على مدى يوميْ السبت والأحد، يضاف إليها «العراضات» المسلّحة في المواكب السيّارة لـ «زعران سرايا المقاومة» التي تحدّت القرى الدرزيّة قبل أن تتحدّى الدولة نفسها، صحيح أنّ هذا الذي شاهدناه هو «قمّة الحقارة»، وسقوط مدوٍّ للدولة اللبنانيّة وللعهد القوي عند بوابة «جاهلية» وئام وهّاب!
ما حدث، كشف أيضاً وبشكلٍ نهائي عهر وعورات القنوات التلفزيونيّة المحليّة التي سارعت لفتح منابرها لوهّاب، ووظّفت كلّ طاقاتها إلى حدّ الاشتباه بتبنيها لسفاهته، وكشف أيضاً حجم تواطؤ هذا الإعلام على تدمير ما تبقّى من صورة الدّولة، فلم تتعرّض هذه المحطات مثلاً للاعتداء على الجيش اللبناني وإحراق نقاطه التفتيشيّة التي انسحب منها تكتيكيّاً بعد عمليّة «الضباب» في البقاع والتي سقط فيها أربعة من كبار المجرمين، عتّم الإعلام على المواجهة التي خاضها الجيش، لمصلحة وضع قوى الأمن الداخلي ورئيسها وشعبة المعلومات ومدّعي عام التمييز في مشهد تدمير من صورة ما يُسمّى بـ «الدولة»، التلفزيونات اللبنانيّة متورّطة ومشتبه فيها وهي غير مسؤولة ومتهوّرة ولا تقدّر عواقب تعميمها مشاهد التوتّر، لأنّها في لحظة ما ستكون المتسبّب الأبرز في حال اندلاع حرب أهليّة جديدة!
أيّ كرامات؟! وكأنّ «الجاهليّة» بـ «الجاهل الأرعن»، «قليل الأخلاق، السّفيه» الذي سارع للاختباء في جحره فيها «وأفلت» جماعته [سرايا زعران المقاومة] بعدما حرّضهم ضدّ شعبة المعلومات تحت عنوان «كرامة الدّروز» على النزول إلى الطرقات عبر تسجيل صوتي سمعه كلّ اللبنانيّون، «انتهاك حرمة الدروز»، أنت عارٌ على الطائفة الدرزيّة التي يختار أبناؤها الكلمة تحرّجاً من قول لفظ سفيه، وهذا «السّفيه» جبان حدّ الذّعر، ولم يكن لديه مانع أن يشعل نيران فتنة في الجبل لا تبقي ولا تذر، لأنّ الشّوف ليس القرى الدرزيّة فقط، في الجبل عيش مشترك بين «السُنّة» و»الدروز»، فأين تذهب هاتان الطائفتان بين «زعران سرايا المقاومة» وأذنابها في الجبل؟!
الجبان الجاهل المختبىء في جحره، لم يكن محتاجاً ليهرب من المساءلة سوى استخدام الشاب محمد بو دياب الذي سقط ضحيّة على مذبح سفاهة و»زعران سرايا المقاومة» حتى يتلطّى خلفها ويعلن وكيله «وهّاب لن يتوجّه إلى القضاء قبل انتهاء فترة الحداد وإذا كان الحريري يريد التمسك بحصانته فيمكننا الادعاء على أشخاص داخل تياره»، ما هذا الفجور؟ ما هذا العهر الذي ليس له حدود؟!
ما ينتظر لبنان أسوأ بكثير مما شاهدناه السبت الماضي من «جاهليّة» مستعدّة لإحراق الجبل وقراه ولبنان معه، استقواءً بـ «الموضوع صار بإيد السيّد» ولو يعلم هذا «السيّد» كم تتنزّل عليه من اللبنانيّين اتهامات ـ وأكثر من ذلك بكثير ـ بسبب الزّعران الذين يفرد عليهم «كساءه»، بلغت الوقاحة بالأمس بأحد نوّاب «حزب السيّد»، أن يقول للبنانيّين «حكمتنا هي التي حالت دون إدخال البلاد بالأمس في أتون فتنة يعلم الله مداها، فنحن من أنقذ البلد بالأمس، وأيقظ بعض الناس الذين ما زالوا يتصرفون بعنجهية وبتكبر ومكابرة، بحجة أن شخصا وجه إهانات لرئيس الحكومة، وعليه فإننا نقول، إن رئيس مجلس النواب الموقع الثاني في الدولة، بقي يشتم على مدى أشهر طويلة من شخص «زقاقي» في الشارع، وهذا الزقاقي كان يقفل الطريق على مئات الآلاف من الجنوبيين»، «الله يعدّمنا حكمتكم، ويخلّص هذا البلد من جقامتكم»، أيها النائب الوقح، «الزقاقي» أحمد الأسير الذي تتحدث عنه «الطائفة السُنيّة» تبرّأت منه، وتجنّبته، ولم يجد من يحويه فيها، وأيّدت عملية الجيش اللبناني للقبض عليه، وهو يقبع الآن في السجن، أيّها النائب الوقح، استحِ على شيبتك، الطائفة السُنيّة وكلّ الطوائف اللبنانيّة الأخرى تحت سقف القانون، وأنتم حزبكم وبيئتكم الحاضنة و»جبّكن» و»سرايا زعرانكم» فقط فوق القانون، حتى لا نقول إنّكم خارجون على القانون والدولة، وساعون في خرابها وخراب البلد!