على رغم أنَّه ما زال هناك أسبوعان لانتهاء السنة، ما يعني أنَّ هناك إمكانية لعقد جلستين عاديتين لمجلس الوزراء، عدا الجلسات الإستثنائية، فقد قرَّر المعنيون، على ما يبدو، أن تكون الجلسة الإستثنائية أمس هي آخر جلسة لمجلس الوزراء، من دون أن يُعرَف سبب هذا. وهنا لا بدَّ من التذكير أنَّ مجلس الوزراء غاب على مدى شهر، في تشرين الثاني الفائت، وها هو يغيب لأسبوعين هذا الشهر.
ونطالب مجلس الوزراء الإجتماع الدائم لأنها حكومتنا وإلاَّ يكون غيابها أكثر من حضورها، وهل من كثير على اللبنانيين أن يطالبوا حكومتهم بموازنة أصيلة للمرة الأولى؟
ومن علامات السلبية بالنسبة إلى ترحيل الملفات إلى السنة الجديدة، أنَّ ملف الكهرباء جرى ترحيله أيضاً إلى السنة المقبلة، هذا يعني أن المناقصة ما زال الخلاف حولها قائماً، بدليل أنَّ الإجتماع الذي انعقد في السراي لبت هذا الأمر، لم يأتِ بالنتيجة المرجوة. إنَّ عقدة الكهرباء باتت من أكبر العقد، خصوصاً أنَّ المناقصة جرت لثلاث مرات وفشلت بسبب وجود عارض وحيد هو الشركة التركية.
لكن في المقابل هناك إنجاز أمني للأجهزة الأمنية تُشكر عليه ولا بد من الإعتداد به، يتمثل في قدرة شعبة المعلومات على كشف جريمة قتل الموظفة في السفارة البريطانية، بعد أقل من أربع وعشرين ساعة على وقوع الجريمة. وهذا الإنجاز دفع السفير البريطاني إلى زيارة المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، لتهنئته على هذا الإنجاز الذي أعطى صورة مشرفة عن الأجهزة الأمنية اللبنانية.
لكن في مقابل هذا الإنجاز، لا بد من الإضاءة على مناطق يعشِّش فيها الفلتان كأوتوستراد المتن السريع حيث عُثر على الضحية البريطانية، لماذا يبقى هذا الأوتوستراد من دون إنارة؟
هل هو للإستخدام النهاري فقط؟
ماذا عن الذين يستخدمون هذا الأوتوستراد ليلاً؟
مَن يحميهم؟