IMLebanon

آخر من يعلم؟!

 

عندما يقول رئيس مجلس النواب رئيس حركة »امل« انه سيكون آخر من يدلي بموقفه بالنسبة الى معركة الانتخابات الرئاسية، فلانه يعرف كيف يتجنب الاحراج، في حال جاءت التطورات في غير الاتجاه الذي يرغب فيه، اضف الى ذلك ان شخصيات اخرى  ستعمل جهدها لكي تكون اخر من يحدد نظرته الى المعركة  الرئاسية، حيث لا بد عندها من القول ان الامور لن  تتوضح قبل  اللحظات الاخيرة من الانتخابات لاسيما  ان تيار المستقبل سيكثف  مساعيه كي لا ينجح  رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد المتقاعد ميشال عون الذي رشحه رئيس حزب القوات اللبنانية بعد تخلي المستقبل عن ترشيحه؟!

هذا التوقع غير مستغرب لان لكل سياسي حساباته الشخصية التي لن يفرط بها لاعتبارات من شأنها تحديد الدلالة في مجرى الانتخابات حيث لا بد وان يكون لكل صوت ثقله في المعركة قبل ان تتحدد مواقف الكتل العملاقة مثل حزب الله وكتلة المستقبل، وبقية مفردات قوى 8 اذار و 14 اذار لاسيما ان الذين سيصوتون للجنرال قد حسموا امرهم من قبل ان ترشحه القوات اللبنانية، اضف الى ذلك ان الفوز في المعركة يمكن ان يحصل بفارق بضعة اصوات وليس  اكثر؟!

وفي المقابل ثمة من يجزم بأن الساحة السياسية مرشحة لان تشهد تغيرات ملحوظة قبل ان يحزم الجميع امرهم بفعل تدخلات اقليمية وخارجية في وقت واحد، الامر الذي يعني ان الظروف السياسية مرشحة لان تشهد مفاجآت من العيار الثقيل، الا في حال انسحب المرشح النائب سليمان فرنجية وترك الجنرال منفردا في مواجهة شكلية مع النائب هنري حلو مرشح الحزب التقدمي الاشتراكي الذي لا بد وان يخوض رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط المعركة من خلاله حتى ولو اقتضى الامر ان يكون بلا حظوظ (…)

هذا الشيء وارد في حال شعر النائب فرنجية انه سيكون بلا حظوظ، فضلا  عن امكان تغيير الموقف منه من جانب تيار المستقبل الذي رشحه ليخوض المعركة من خلاله على رغم تحمله وزر ما طرأ على العلاقة بين المستقبل والقوات اللبنانية من تمزق ليس طفيفا في اي شكل من الاشكال لاسيما ان كتلة  المستقبل كانت اول من رشح الحكيم على اساس خوض المعركة الرئاسية من خلاله، وقبل ا ن تتطور الامور باتجاه التخلي عنه من غير تحديد الاسباب والملابسات التي حتمت على الاخير ان يضرب عصفورين بحجر واحد عصفور علاقته مع المستقبل و 14 اذار، وعصفور تراجعه عن مواجه خصمه اللدود الجنرال عون؟!

وما يقال عن تراجع عون كصاحب حظ  في الوصول  الى بعبدا، لا يقال مثله عن المرشح الاخر النائب هنري حلو الذي يعرف انه من دون مستقبل سياسي من غير حاجة الى تحديد الاسباب اقله انه غير مؤمن بقدرات الحزب التقدمي لان يصل به منفردا الى معركة رئاسية حاسمة، بحسب اجماع المراقبين الذين يعرفون قدرات رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط على المناورة الجدية به، بعكس ما هو وارد في حساب الزعيم الدرزي الذي سيقاتل للوصول بالنائب فرنجية الى معركة حاسمة قد تتغير حسابات الجميع في حال لعبت اوراقها بصورة جيدة؟!

والذين مع وجهة النظر هذه يرون ان الظروف مرشحة لان تجعلهم يطورون موقفهم وقدراتهم السياسية باتجاه خوض معركة رئيس تيار المردة الذي يعرف كيف سيوظف علاقاته في الداخل والخارج لحسم المعركة لمصلحته ومصلحة من يخوض حرب الرئاسة تحت لوائه والمقصود هنا رئيس تيار المستقبل الرئيس سعد الحريري الذي يرى مسبقا انه يستحيل عليه خسارة كل شيء في حال خسر معركة مرشحه سليمان فرنجية، حيث يقال من لحظة تطور الاحداث بشكل معاكس ان الورقة التي لعبها رئيس القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع في اللحظات الاخيرة من تخلي الحريري عنه، تحتم عليه توظيف كل ما بوسعه الاخذ به كي لا يخسر المعركة التي فضل ان يخوضها نيابة عنه العماد عون؟!