IMLebanon

اطلاق ربيع عربي ايجابي  بمبايعة الشيخ محمد بن راشد

أنظر كيف يتحوّل بائع خضار على عربة اسمه محمد البوعزيزي الى رمز للشعب التونسي المقهور ولاحقا الى رمز للشعوب العربية. وكيف تحولت شرطية تونسية اسمها فادية حمدى الى رمز للحاكم المستبد في تونس في شخص الرئيس زين العابدين بن علي وفي دول عربية أخرى. الشرطية صفعت بائع الخضار وقالت له: إرحل. شعر البائع بأن كرامته وعزّة نفسه تعرّضتا للاهانة، وشعر كذلك بالعجز عن الرد، فأحرق نفسه وروحه على الملأ، انتفض الشعب التونسي الذي اعتبر أن صفعة الشرطية للبائع هي صفعة من الحاكم للشعب، وتحولت كلمة إرحل شعارا في وجه الحاكم، ورحل فعلا…

***

اقدام البوعزيزي على حرق نفسه كان عملا سلبيا تماما. وفي نواميس الحياة ومنطق التاريخ، لا تنتج عن الفعل السلبي سوى نتائج سلبية. وهذا ما حدث لاحقا، فشبّت نيران ربيع عربي مزعوم لا تزال الأمة تحترق بلهيبه الى يومنا هذا. وهذا تأكيد اضافي على أن تقاطع سلبيتين لا ينتج ايجابية إلاّ في الرياضيات فقط، وليس في حياة الأمم والشعوب! الحاكم المستبد يؤمن بسياسة تقول ان مهمة الشعب إسعاد الحاكم! ولأن مضمون هذه السياسة يقوم على السلبية، فمن الطبيعي أن يكون من نتائجها الانقسام والصدام على مستوى الداخل الشعبي، والانقسام والصدام على مستوى الأنظمة المتعددة في الأمة الواحدة!

***

ظهر في هذه الآونة من التاريخ العربي المعاصر حاكم عربي يقول ان فلسفة الحكم يجب أن تقوم على مبدأ ان الدور الأوحد للحاكم هو إسعاد شعبه. وان يعتمد سياسة ايجابية تقود الى ترسيخ وحدة الشعب في الداخل، والى توحيد الأمة تاليا عبر اعتماد الأنظمة العربية سياسة ايجابية بالتوافق على ما تتفق عليه، والابتعاد عمّا تختلف حوله. وهذا الحاكم قدّم دليلا عمليا على صحة سياسته قولا وفعلا. وهذا الحاكم هو حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد ونفذ رؤاه في امارة دبي، كما في ما دعا اليه الآباء المؤسسون لدولة الامارات الشيخ زايد والشيخ راشد واخوانهما في الامارات السبع.

***

هنا حاكم عربي يقدّم النموذج النقيض لاقدام بائع خضار على احراق نفسه على الملأ. حاكم يرفع شعار إسعاد الشعب وتوحيد الأمة. وهو حدث ايجابي جدير بأن يفجّر دينامية جديدة وايجابية في الأمة يكون من نتائجها اطلاق ربيع عربي ايجابي. وفي عالم التواصل الالكتروني المتاح على مداه في العالم العربي والخارج، من الممكن اطلاق شرارة هذا الربيع الايجابي باعطاء المعنى الايجابي ل المبايعة، كنقيض ل مبايعة سفهاء الأمة لأمراء الشرّ الذين تقوم فلسفة دعوتهم على قاعدة: العربي يقتل عربيا، والمسلم يقتل مسلما!

***

منذ انتصار الدعوة الاسلامية، كان نهج أعداء الاسلام تفجيره من الداخل عن طريق البدع. وكان برنار لويس اليهودي الصهيوني الأميركي الذي تخصص في دراسة البدع في تاريخ الاسلام، هو المنظر الأكبر للنهج التدميري للاسلام من داخله، والذي قاد الى ولادة تنظيم القاعدة التكفيري أولا، ولاحقا تنظيم داعش واخواته. والطريق الى وأد هذه البدع اطلاق دينامية نهوض تعمّ الأمة على أساس فلسفة ايجابية لخّصها محمد بن راشد بعبارة اسعاد الشعب وتوحيد الأمة… لماذا يتسابق الأشرار على مبايعة أمراء الشرّ، ولا يتسابق الأخيار على مبايعة أمراء الخير؟!

***

عندما نعلن البيعة للشيخ محمد بن راشد على مبدأ اسعاد الشعب وتوحيد الأمة، فاننا نعلن البيعة للمبدأ وللفكرة ولفلسفة الحكم، وليس للشخص. وعندما تعمّ هذه البيعة على مواقع التواصل الاجتماعي من المحيط الى الخليج، فانها ستطلق دينامية ربيع عربي ايجابي، يؤثر على حكام الأنظمة، فيبادرون الى اتباع سياسة تسعد شعوبهم، وتوحّد أمتهم، وتحولهم لاحقا الى قوة دولية في السياسة والاقتصاد والعلوم والتكنولوجيا، وتكون شريكة في تقرير مصير العالم، وليست متلقية لقرارات العظماء الآخرين! لنطلق شعار أبايع الشيخ محمد بن راشد على دستور إسعاد الشعب وتوحيد الأمة، على مواقع التواصل الاجتماعي من المحيط الى الخليج! هذا حتى لا نطلق دعوة التفتيش عن دكتاتور عربي جديد يوحّد العرب!