Site icon IMLebanon

إنطلاقة عربية للعهد  بعد الإنطلاقة الداخلية

العلاقة بين لبنان والمملكة العربية السعودية تاريخية بكل المقاييس، هذه هي القاعدة، أما الإستثناء فهو ما شاب هذه العلاقة من إشكالات ظرفية سرعان ما تبدَّدت.

هذه الحقيقة ليست من باب التنظير بل هي مُثبتة بالوقائع، بالتواريخ وبالجغرافيا. ففي كلِّ مفصلٍ لبنانيّ تكون السعودية حاضرة للمساعدة.

فاهتمام المملكة بلبنان قديم جداً، يذكر الجميع أنَّ قمة الرياض التي انعقدت من أجل لبنان، منذ أربعين عاماً، لم تكن قمةً عادية بل استثنائية، وانعقدت في تشرين الثاني من العام 1976 وبحثت على مدى يومين، برئاسة الملك الراحل خالد بن عبد العزيز، وحضور الرئيس اللبناني الراحل الياس سركيس، في الملف اللبناني، وخرجت بمقررات استثنائية أبرزها التأكيد على وقف النار وإنهاء القتال بشكل نهائي، كما بحثت القمة في إعادة إعمار لبنان والإحتياجات المادية المطلوبة.

وكما قمة الرياض أنهت حرب السنتين عام 1976، هكذا مؤتمر الطائف في تشرين الأول من العام 1989 أنهى الحرب مجدداً، وإحتضن إجتماع البرلمانيين اللبنانيين برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز واللجنة العربية العليا التي كانت مؤلفة من السعودية والمغرب والجزائر، وبعدما أنجز النواب اللبنانيون إتفاق الطائف إستقبلهم الملك فهد في جدة.

لم يقتصر اهتمام المملكة على هذا الأمر، فالسعودية بشخص الملك عبدالله، وكان آنذاك ولياً للعهد، أطلقت مبادرة السلام العربية من بيروت أثناء انعقاد القمة العربية في فندق فينيسيا عام 2002.

إذاً، الإهتمام السعودي بلبنان إرث ينتقل من ملك إلى ملك ومن جيل إلى جيل، ولهذا فإنَّ العهد الجديد سيفتتح زياراته للخارج بزيارة المملكة، وكان المستشار الخاص للعاهل السعودي، الأمير خالد الفيصل، حين زار لبنان لتهنئة الرئيس عون ووجَّه إليه الدعوة لزيارة المملكة، قال في العشاء التكريمي الذي أقامه له الرئيس سعد الحريري في بيت الوسط:

رحَّب بالدعوة إلى زيارة السعودية وقال لنا إنَّها ستكون الأولى من بين البلدان العربية.

الإثنين والثلاثاء المقبلان، موعد الزيارة إلى السعودية، والأربعاء والخميس موعد الزيارة إلى قطر، وقد حمل الدعوة إلى زيارة قطر وزير خارجيتها محمد بن عبد الرحمن آل ثاني.

الوفد المرافق للرئيس عون سيكون مؤلفاً من وزير الخارجية جبران باسيل ووزير الدفاع يعقوب الصرّاف ووزير الداخلية نهاد المشنوق ووزير التربية مروان حمادة ووزير الإقتصاد رائد خوري ووزير الإعلام ملحم رياشي ووزير المال علي حسن خليل، كما سيكون في عداد الوفد شخصيات عسكرية. على أن يسبقه وفد استطلاعي، غداً السبت، لتنسيق كافة الترتيبات المتعلقة بالزيارة.

ما بعد الزيارة لن يكون كما قبلها:

الرئيس عون في السعودية لإعادة تطبيع العلاقات معها، وفق ما أعلن وزير الخارجية جبران باسيل في حديث تلفزيوني.

إذاً القرار هو بعودة لبنان إلى محيطه العربي وعودة العرب إلى لبنان.