الكلام على قانون النسبية وما حمله معه من مصطلحات تعجيزية «كالصوت التفضيلي» و«العتبة الوطنية» و«الضوابط» اشبه ما يكون بقصيدة للشاعر بشار بن برد الذي خرج عن المألوف في الشعر سبق فيها «لافونتين» الذي ساق الرواية على لسان الحيوان ناسباً قصيدة غزلية لحمار يتغزل بأتان جاء في عجز بيتها الاخير»… ولها خد اسيل مثل خد الشيفران» فسأل بشار: ما هو الشيفران كون لا وجود لهذه الكلمة في اللغة العربية. فرد على سائله بتهكم: هو الغريب من الحمار اذا لقيته فاسأله. وفق الاوساط المواكبة للمستجدات.
وعلى الرغم من ان المواطنين لا يهمهم شكل القانون ولا جنسه سواء اعتمد النسبية او العودة الى قانون الستين كون ما لديهم من هموم امنية واجتماعية تفوق التصور اضافة الى اللهاث اليومي لتحصيل الرغيف فان الناخبين في واد ونواب الامة في واد آخر، حيث تسيطر الكيدية على مقاربة التفاصيل للقانون العتيد الذي يتعرض لرياح خمسينية قد تطيح ما تم التوافق عليه في الافطار الذي اقامه رئيس الجمهورية في بعبدا وخروج الدخان الابيض بعد اصلاح ذات البين بين الرئاستين الاولى والثانية اثر الطروحات الجديدة التي تجاوزت القانون المطروح لتعود الى طرح تشكيل مجلس الشيوخ مع طرح تعديل دستوري ينص صراحة على المناصفة بين المسيحيين والمسلمين في وقت يرى رئيس مجلس النواب نبيه بري ان الامر موجود اصلاً في متن الدستور ولا ضرورة للنص عليه.
وتضيف الاوساط ان المشكلة في عدم الوصول الى توافق نهائي حتى الان تعود الى القلوب الملآنة بين بري ووزير الخارجية جبران باسيل الذي استفاض في طرح عدة قوانين كان آخرها التأهيلي وسقطت جميعها قبل ان تبصر النور وهذا ما ازعج باسيل الذي تصفه المعارضة البرتقالية الممثلة بالكوادر التي اقصيت من صفوف التيار الوطني الحر» بانه جلاّب المشاكل على الصعيد الحزبي الداخلي ام على صعيد اللعبة السياسية فما راكمه الجنرال قبل وصوله الى القصر الجمهوري من أرصدة وازنة بعثر الجزء الاكبر منه باسيل فقد ضرب سوء تصرفه العلاقة بين «تيار المردة» و«التيار البرتقالي» لدى زيارة النائب سليمان فرنجية له في البترون. الى حد القطيعة حيث لم يطأ فرنجية عتبة بعبدا منذ انتخاب الرئيس ميشال عون، لا للتهنئة ولا لحضور الافطار الرمضاني في طلاق بائن، وكذلك انسحب الامر على العلاقة مع «حزب الله» التي ليست بأحسن احوالها لولا شخصيتا عون والسيد حسن نصرالله.
وتشير الاوساط الى ان باسيل مسؤول عن سوء العلاقة مع بعض الاعلام بعدما رفع وزير الطاقة دعوى جزائية على اعلاميين ونواب كبطرس حرب وسامي الجميل على خلفية قضية استجرار البواخر لتوليد الطاقة علماً ان بري كان سباقاً بوصفها عبر تغريدته المشهورة: «البواخر المعومة للجيوب» او ربما آخر طروحاته بالمطالبة في الاول من امس بالسماح للقوى الامنية من جيش وقوى امن بالاقتراع في الانتخابات النيابية وغيرها، علماً ان الذين تعاقبوا على قيادة الجيش منذ الاستقلال وحتى يومنا هذا جاهدوا لمنع اقحام المؤسسة العسكرية في السياسة كونها اذا دخلت الجنة افسدتها والدليل على ذلك ما جرى ابان حروب العبث من ظواهر ناشزة «لجيش لبنان العربي» الذي كان يأتمر بأوامر ياسر عرفات علماً ان الجيش المذكور كان مجموعة من الغوغائيين وشذاذ الآفاق ناهيك «بالطلائع» التي كانت تخضع لامرة الوصاية السورية، فهل يريد باسيل عودة عقارب الساعة الى الوراء في زمن «داعش» و«جبهة النصرة»؟ بحسب المعارضة البرتقالية.