Site icon IMLebanon

«زعيم الفقراء»  

 

يوماً بعد يوم، مشكلة بعد مشكلة، قضية بعد قضية، يتبيّـن أن الثابت الوحيد هو موقف الرئيس سعد الحريري الذي يعمل على الوحدة وعلى الوفاق وعلى الحلول الوسطية وعلى الحلول السلمية. لا يؤمن إلاّ بالوفاق ولا يؤمن إلاّ بالمحبة ولا يؤمن إلاّ بالمؤسّسات الوطنية: الجيش وقوى الأمن، هذه القوى الشرعية التي لها الحق الوحيد في احتكار السلاح.

 

في الوقت الذي سافر عدد كبير من المسؤولين بقي العدد القليل في البلد وأبرزهم الرئيس سعد الحريري.

لأوّل مرة في تاريخ لبنان جاء مسؤول كبير يفكر في عمل يستطيع به أن يعطي الفرحة للفقراء ولذوي الدخل المحدود خصوصاً أنّ الطبقة الفقيرة أصبحت أوسع بكثير مما كانت عليه قبل الحرب الأهلية، وهذا طبيعي نتيجة الحروب والأعمال العسكرية والويلات والمصائب التي يمر بها العالم العربي.

في هذا الوقت بالذات جاءت فكرة من الرئيس الحريري أنّه في المربع الذي أقفل بسبب تصرفات الحراك الشعبي ودخول عناصر مخرّبة عليه ما أدّى الى إقفاله نتيجة أعمال الشغب والتكسير والحرق التي حصلت قرّر رئيس مجلس الوزراء أن يقيم احتفالاً غنائياً ضخماً مجانياً في ذلك المكان المقفل.

وهذه رسالة الى العالم ليقول:

أولاً- إنّه يحق للفقير أن يشارك في احتفالات الأعياد خصوصاً عيد رأس السنة من دون أي مقابل.

ثانياً- يحق للفقير أن يعيش كما يعيش الميسور: يأكل ويشرب ويرقص ويغني ويفرح.

إنّ العبرة التي يجب التوقف عندها هي أنه بالرغم من المطر الغزير وبالرغم من البرد والرعد تدفّق نحو 50 ألف مواطن متحدّين حال الطقس ليستقبلوا العام الجديد بالفرح والرقص والتصفيق والمشاركة في الغناء، خصوصاً ابتهاجاً بالرئيس سعد الحريري الذي اختلط بالناس دليلاً على ثقته المطلقة بهم وإعلانه الإنتماء إليهم، واحداً منهم يشعر شعورهم ويحمل تطلعاتهم وأمنياتهم… قبل أن ينتقل من هناك الى حيث الوجه الآخر للبنان وجه الوطن الآمن الذي يكمل وطن الفرح والحياة…

وكم كان لافتاً أن يشارك الرئيس الحريري في تحيته الى الحبيبة بيروت، كما وصفها، كل من الرئيس فؤاد السنيورة وقائد الجيش العماد جوزاف عون ورئيس الأركان اللواء الركن حاتم ملاك ومدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان ورئيس بلدية بيروت جمال عيتاني، وهذا أسلوب جديد لم نعهده كثيراً في السابق ما يدعو الى التنويه والتقدير. فتفقّد الرئيس الحريري القوى العسكرية والأمنية والتقى قياداتها التي كانت بدورها تشارك الضباط والرتباء والعناصر سهرهم وتأهبهم لينعم اللبنانيون بسهرة هي الأكثر أماناً، فيلاقون العام الجديد بالأمل الكبير.