لا يكفي أن نُدين ونستنكر ما ورد في المقال المُعيب في جريدة «الديار» ضد المملكة العربية السعودية قيادة وشعباً، متطاولاً على ولي العهد الأمير محمّد بن سلمان والقائم بالأعمال السعودي في بيروت وليد البخاري، بعبارات تُجسّد واقع وصفات كاتبها.
لغة الكلاب والخنازير تُعبّر عن المستوى الحقير لكاتب المقال، وتجسّد الدرك الأسفل الذي وصلت إليه الصحافة الصفراء في لبنان.
الأسلوب الركيك لهذا المقال المهين للصحافة اللبنانية، وتاريخها العريق، لم يستهدف السعودية ورموزها الوطنية وحسب، بل شكّل استفزازاً لكل اللبنانيين، الذين يُدركون جيداً أهمية الدور الأخوي السعودي تجاه البلد المُبتلى بأزمات وصراعات وحروب لا تنتهي، ويعود معظمها إلى عمالة بعض الانتهازيين الذين يذبحون مصالح لبنان واللبنانيين في مسالخ مصالحهم الأنانية، ومنافعهم المادية الوضيعة والتي لا تزن أكثر من حُفنة من الدولارات.
أمثال الذين يقامرون بكل ما يملكون، كشارل أيوب، لا يعرفون مبادئ القيم والأخلاق، التي تفرض عليهم تقدير الدعم الأخوي، وغير المحدود، الذي قدمته السعودية للبنان في سنوات المحن، والاعتراف بقيمة المبادرات الملكية التي أسعفت وطن الأرز وأنقذته من السقوط في الساعات الحرجة، كما حصل إبّان حرب تموز 2006، حيث حالت الوديعة السعودية المليارية في البنك المركزي دون انهيار الليرة، تحت ضغط العدوان الإسرائيلي الغاشم.
أمثال الذين لا يعرفون إلا العيش مثل الكلاب والخنازير لا يستوعبون أهمية المساعدات السعودية السريعة التي أغدقت على لبنان، لإعادة إعمار ما دمرته حرب تموز، حيث وصلت المساهمات السعودية إلى إعادة بناء وترميم المنازل والمنشآت المدمرة في 223 قرية جنوبية من أصل 236 قرية متضررة من آثار العدوان.
والذين يذرفون دموع الكلاب والخنازير على أطفال اليمن، تجاهلوا زوراً وبهتاناً، الشرارة الحوثية التي أشعلت حرب اليمن إثر الانقلاب المعروف على الشرعية الدستورية، والإطاحة بالتسوية الوطنية، التي أتاحت مشاركة كل الأطراف اليمنية في العملية السياسية، لإبعاد البلد عن أتون الحرب الأهلية.
والذين تكون عقولهم مثل عقول الكلاب والخنازير لا يستطيعون إدراك الأهداف الاستراتيجية القومية للحرب التي يخوضها التحالف العربي – الإسلامي، ليس دفاعاً عن عروبة اليمن وحسب، بل إنقاذاً للمنطقة العربية برمتها من الهيمنة الإيرانية، التي حاولت عبر الانقلاب الحوثي في صنعاء أن تصل إلى الحدود السعودية، لتهدّد الأمن الوطني للمملكة، واختراق أمن دول الخليج العربي، وضرب استقرار الجناح الشرقي للوطن العربي، وبالتالي تقويض النظام العربي من أساسه.
ويبقى ردع الكلاب التي تنبح، والخنازير الذين يلوثون برائحتهم الكريهة العلاقات الأخوّية مع السعودية والأشقاء العرب، من مسؤولية الدولة اللبنانية، عبر قياداتها الرسمية والسياسية، والقضاء الحازم، لإعادة هؤلاء المتلاعبين بمصالح الوطن ومواطنيه إلى زريبة الكلاب والخنازير، وإنقاذ سمعة الصحافة اللبنانية ومكانتها العريقة، من المتعدّين على المهنة، ومواثيق الشرف والأخلاق التي تلتزم بها.