Site icon IMLebanon

زيارة «القائد» الى واشنطن بحكم المؤكد

 

بعيدا عن المزايدات الداخلية و«الحرتقات» التي يحاول البعض اغراق قيادة الجيش بها والهائها عن اهدافها الاساسية، تستمر ورشة البناء التي اطلقها العماد جوزف عون منذ اليوم الاول لوصوله الى اليرزة، انفاذا للخطة الخمسية الموضوعة والتي تم تعديلها وفقا لمقتضيات وحاجات المرحلة،لتحويل الجيش الى مؤسسة قادرة على مواجهة التحديات المستقبلية  مع ظهور نمط جديد من الحروب اللاتماثلية، والذي نجح الجيش في تحقيق انجازات كبيرة على هذا الصعيد مع توافر الامكانات التي طالما طالب بها.

زيارة العاصمة الاميركية التي باتت في حكم المؤكدة قبل نهاية السنة بعد تأجيلها بسبب معركة «فجر الجرود»، ينتظر ان تكون مختلفة في الشكل والمضمون عن تلك التي سبقتها، بعد الانتصار الكبير الذي حققه الجيش، والذي سيدعم اوراق القائد في المطالب الت سيطرحها، كذلك سيعزز من حجة الفريق الاميركي الداعم لتعزيز التعاون وزيادة المساعدات للجيش اللبناني بعدما اثبت جدارة وكفاءة قل مثيلهما لدى جيوش المنطقة في محاربته للارهاب وانتصاره، وفي مقدمة هؤلاء قائد القيادة الوسطى الاميركية المعني الاول بالملف اللبناني والمتعاطف الى اقصى الحدود مع الجيش اللبناني، علما ان الجنرال فوديل سارع الى ايصال رسالة للمشككين في استمرار برنامج المساعدات الاميركي، بعيد ساعات من انتهاء المعركة وما رافقها من اخذ ورد، عبر اتصاله بالعماد عون مهنئا.

وفي هذا الاطار تؤكد مصادر واسعة الاطلاع ان العماد قائد الجيش يحمل معه اجابات وافية وكاملة عن كل ما قد يطرح من تساؤلات حول بعض اللغط الذي ساد حول نهاية المعركة، حيث سيقدم عرضا متكاملا للخطة التي اعتمدها الجيش اللبناني والتي سمحت له بتحقيق النصر بشكل سريع وحاسم،محررا الجرود من الارهابيين.

واشارت المصادر الى ان مسأالة تعزيز الامن على الحدود من الناحية التقنية لن تبحث مع الاميركيين، لان هذا الملف في عهدة الاوروبيين الذين التزموا تدريب وتجهيز افواج خاصة بحماية الحدود في قاعدة رياق الجوية حيث شارفت المدرسة التي انشأتها لهذه الغاية على الانتهاء، كما ان البريطانيين سيقدمون الابراج اللازمة لاقامتها في نقاط محددة على الحدود ،بعدما نجحت تجربتها في المرحلة السابقة.

وتتابع المصادر نفسها بان الاميركيين مهتمون لمعرفة كيفية استثمار الجيش اللبناني لطاقة الاسلحة الاميركية القصوى، وللملاحظات التي قد يحملها معه الوفد اللبناني  لجهة العيوب في استخدام تلك الاسلحة، كاشفة ان التطورات المستجدة ستفرض نفسها على جدول اعمال المساعدات المطلوبة، خصوصا انها يجب ان تتركز في المرحلة المقبلة حول برامج معينة وانواع محددة من السلاح والدعم، وقد اعدت قيادة في هذا الخصوص جداول مفصلة بالحاجات المطلوبة.

في غضون ذلك كشف النقاب عن ان اول زيارة للقائد الى دولة عربية ستكون للاردن، حيث ينتظر ان يكون له لقاء مع الملك، لشكره على الدعم المتواصل الذي قدمته المملكة للجيش اللبناني طوال الفترة الماضية، من تدريب وتسليح، متمنيا تطور العلاقة بين قيادة الجيشين. وفي هذا الخصوص تكشف المعلومات عن ان المملكة الهاشمية كان لها دور بارز في اعادة تسليح وتحديث الجيش اللبناني، من خلال تزويده بدبابات وبمدافع ميدان من عيار 155 محمولة على مجنزرات فضلا عن مجموعة من الذخائر، كما انها شكلت جسرا لعبور المساعدات القادمة من الولايات المتحدة الاميركية الى لبنان.

وتقول المصادر ان التعاون اللبناني – الاردني الاستخباراتي والعسكري  بلغ حدودا متقدمة، حيث يتبادل الطرفان المعلومات والخبرات ما يساعد في تحقيق اكثر من انجاز، في ظل الدور الفاعل للمخابرات الاردنية الذي نجح في اختراق التنظيمات الارهابية في العراق وسوريا، فضلا عن فعاليته في الاوساط الفلسطينية حيث يملك داتا ضخمة من المعلومات مكنته منها ايضا علاقاته الممتازة بالكثير من الاجهزة العالمية.

وتقول المصادر ان الاردن فتح الباب امام مشاركة وحدات عسكرية منه في مناورات «الاسد المتأهب التي تجري سنويا بمشاركة اكثر من ثلاثين دولة، وهي تسمح للوحدات المشتركة بمراكمة الخبرات في مجال مكافحة الارهاب، واختبار وسائل قتال وخطط الجيوش العالمية.

في غضون ذلك استغربت اوساط مراقبة وقادة الطبقة السياسية التي تجرأت على اتخاذ قرار بتأخير دفع رواتب العسكريين المستحقة الى تاريخ يحدد لاحقاً، سائلة هل هكذا تتم مكافأة المؤسسة التي نجحت في دحر الارهابيين من الجرود مقدمة التضحيات ساهرة على تحقيق الانجازات على الجبهة الداخلية؟

ونصحت المصادر السياسيين بعدم التعاطي بهذا الاسلوب مع الجيش الذي تعرض سابقاً للكثير من الممارسات المماثلة دون ان تثنيه عن تأدية مهامه، معتبرة انه من المعيب استخفاف تضحيات العسكريين الذين لن يشعروا ما يستحقون من حقوق من سرق ونهب ثروات البلاد.

العالمون بخطط قيادة الجيش الحالية يؤكدون حرص القيادة واصرارها على تحديث الجيش واحداث نقلة نوعية، بناء على ما تحقق من انجازات عسكرية وامنية،وهي لهذا الغرض لن تتدخر جهدا للوصول الى تحقيق اهدافها، وطرق كل الابواب متسلحة بانتصاراتها المتتالية على الارهاب بكل اشكاله، حاملة رؤية واضحة لكيفية القضاء عليه بعدما اختبرت ذلك على الارض.