ينتظر المسؤولون اللبنانيون بعثة البنك الدولي الآتية كي تساعدنا على مواجهة أزمتنا المالية – الاقتصادية المستعصية، واللبنانيون جميعاً ينظرون الى هذه الزيارة على انها مفصلية نظراً لأهمية القضايا التي سيتناولها أعضاء البعثة مع المسؤولين.
معروف أنّ هذه البعثة ستطالب بقرارات محقة ولكنها صعبة التنفيذ.
أربعة مواضيع ستستأثر المحادثات بين الجانبين اللبناني والدولي:
1- الكهرباء
أصبحت متفائلاً بهذا الملف لأنّ الرئيس نبيه بري قرّر أن يتابعه مباشرة، ونعرف أنّ دولته رجل جدّي ومحنّك، وبالتالي ممكن أن نصل الى حل فيه مع الرئيس بري، خصوصاً أنه يتناول هذا الموضوع يومياً في هذه المرحلة ويصر على الحل في «أسرع وقت».
2- فائض الموظفين
وفي رأينا انه من أصعب الملفات التي تفرض ذاتها في الأزمة لأنه يتعلق بالرواتب والعدد، علماً أنّ المعلومات تفيد بأنّ 64 ألف موظف زيادة عن المطلوب للإدارة اللبنانية، والخزانة العامة لا يمكنها أن تتحمّل هذا الرقم المنتفخ… ومواجهته قد تؤدي الى مضاعفات كبيرة على الصعيد الأمني.
أول من أمس قال السيّد حسن نصرالله لندع السياسة جانباً ونعكف على حل المشاكل، فهل يمكن مقاربة ملف التوظيف والتغلب على صعوباته؟
3- الاتصالات
بالفعل هذا الملف يذكرنا بالمشروع الذي كان الرئيس الشهيد قد عرضه عبر الشركة الثالثة وعلى قاعدة الـB.O.T فنستفيد من مبلغ ننتشله من الديون فتخف علينا الكلفة بالفوائد.
4- المواصلات وسائر البنى التحتية…
فلا يجوز أن يستغرق الانتقال بين منطقة لبنانية وسواها وقتاً طويلاً كما هي الحال مثلاً على الطرقات الدولية كلها شمالاً وجنوباً وبقاعاً.
نحن اليوم في أصعب مرحلة إقتصادية ومالية في تاريخ لبنان: فإمّا الدمار الشامل وإمّا عملية الإصلاح وحتمية البدء فيها، صحيح انها صعبة جداً ولكنها ليست مستحيلة، ولا بد من حسن النوايا عند الجميع، ولا تجوز المقاربة السياسية في هذه الملفات على قاعدة معارضة وموالاة.
لذلك، يجب أن يجلس الجميع حول الطاولة ولا يخرجون إلاّ بعد الاتفاق التام… وإلاّ فعلى الدنيا السلام.
إنّ لبنان ليس بلد المسلمين وحدهم ولا هو بلد المسيحيين وحدهم، إنما هو بلد اللبنانيين جميعاً.
عوني الكعكي