Site icon IMLebanon

الجيش اللبناني و«المعركة المدروسة»

بالتأكيد ستكون المعركة في جرود عرسال مدروسة، ليس هناك معركة غير مدروسة أو من دون خطّة، «المعركة المدروسة» ليست عنواناً عريضاً فقط لأنّها ليست كإعلانات «الأسعار مدروسة»، المعارك الحربيّة تعني قتلى وجرحى ودماء ستُراق، لم يعد مقبولاً أن تُترك جرود عرسال لتكون أرضاً لفلتان الإرهاب الذي ينطلق منها لإدخال السيارات المفخّخة أو تسرّب الإرهابيّين والمتفجرات والأحزمة النّاسفة إلى الدّاخل اللبناني، ولم يعد مقبولاً أن يبقى هذا الخطر يحاصر اللبنانيّين ويهدّد أمنهم واستقرارهم منذ تشرين الثاني العام 2013.

على عتبة هذه المعركة المرتقبة علينا التحذير من الأصوات التي تستبق هذه المعركة سعياً لإحداث شرخٍ ما بين اللبنانيّين وأبناء الطائفة السُنيّة تحديداً والجيش اللبناني، لم يعد مقبولاً أن يدفع الجيش اللبناني أثماناً باهظة من دماء جنوده وضباطه فيما هناك من يصرخ متهماً الجيش بقتل طفلة، قتلها من فجّر نفسه بنفسه وبها، هل علينا أن نكرّر مشهد إمرأة الموصل التي فجّرت نفسها وعلى يدها طفلها الرّضيع، الأيام المقبلة لن تكون سهلة أبداً، بل ستكون عصيبة جداً على لبنان واللبنانيّين، وألسنة وأصوات النّشاز ستطلق العنان لأجنداتها الشخصيّة للتشكيك بالجيش اللبناني، وعلينا جميعاً أن نكون متيقظين وحذرين ومستعدّين لإخراس هذه الألسن، علينا أن لا ننسى الدّور الخبيث الذي لعبته لحىً وعمائم كثيرة في آب العام 2014 عندما تدخّلت بوساطة ادّعت سعيها لإطلاق سراح الجنود اللبنانيّين الذين اختطفتهم النصرة وداعش بدعوى إطلاق سراحهم بعد السماح للمسلحين المُخْتَطِفين بالانسحاب إلى جرود عرسال فكانت النتيجة كارثة، علينا أن لا ننسى أنّ هؤلاء مثل «أبو طاقيّة» الذي ادّعى أنّه يستضيف الجنود في بيته وأنّهم في أمان، علينا ألا ننسى أنّ كلّ هؤلاء سيكونون في أكمل جهوزيّتهم لحماية الإرهاب المعشّش في جرود عرسال!!

آن لهذا الجرح المثخن أن يقفل بعد تنظيفه جيّداً، لم يعد مقبولاً أن يحتاج الجيش اللبناني مرّة تلو الأخرى لغطاء سياسي كلّما احتاج أن يقوم بعمليّة استباقيّة ضدّ الإرهاب، منذ سنوات ثلاث وجرود عرسال فتحت بوّابة جحيم السيارات المفخّخة والأحزمة الناسفة على لبنان، والصراخ الذي يعلو كلّ مرّة متهماً الجيش اللبناني بدعم حزب الله أو التواصل مع جيش النظام السوري هو لذرّ الرّماد في العيون، هذه الأصوات متواطئة مع الإرهاب، ولم يعد من المقبول السكوت عنها، في 4 حزيران العام 2015 كلّفت حكومة الرئيس تمّام سلام الجيش باتخاذ جميع القرارات اللازمة لمحاربة المسلحين في جرود بلدة عرسال الحدودية والعمل على استعادتها، في جلسة اعتبرت حاسمة على صعيد ملف عرسال، مجدّداً نحن أمام موعدٍ جديد لاستعادة جرود عرسال التي احتلّها الإرهاب وآن أوان تطهيرها واستعادتها، مهما حاول البعض التهويل بحزب الله أو النظام السوري لتثبيط عزيمة الجيش وتضليل الرأي العام اللبناني مجدّداً!

لم تعد «شمّاعة» اللاجئين السوريّين وحقوق الإنسان تنفع في تضليل الرأي العام، ألمانيا أكثر دولة أوروبيّة رحّبت باستقبال اللاجئين السوريّين بعد مأساة الطفل إيلان، تستعدّ اليوم لإعادة مئتيْ ألف لاجىء إلى المناطق الآمنة في الجنوب السوري، مئتيْ ألف لاجىء في ألمانيا توازي أكثر من مليونيْ لاجىء بالنسبة إلى لبنان، حان الوقت لإعادة اللاجئين السوريّين إلى المناطق الآمنة في وطنهم بالضغط على الأمم المتحدّة، وبعيداً عن استدراج اللبنانيّين بالحديث عن مطالبتها بدعم ومساعدة البيئة الحاضنة للاجئين، لا يرشُوَنَّ أحد الشعب اللبنانيّ بمقايضة أمن واستقرار وطنه وحياته بمبالغ زهيدة، من واجبنا التحذير بأنّ الشعب اللبناني على وشك الانفجار من الوضع القائم، عندها سيندم الجميع عندما تنفجر الأمور من أجل «مليار ونيّف» حدّثنا عنها البعض الأسبوع الماضي، لبنان ليس «خان اللاجئين» في المنطقة، وجرود عرسال في لبنان وليست في أفغانستان!