IMLebanon

الخراب الذي لا نهاية له

 

تتّجه الأوضاع في لبنان من سيّئ إلى أسوأ، وهذا هو بالفعل واقع الحال الذي لا نتمنّى حصوله، ولكن الوقائع تدلّ على ذلك، في ظلّ عدم مبالاة الطبقة السياسية بالأوضاع التي وصلت إليها البلاد، ولا سيّما على الصعد الإقتصادية والمعيشية والإجتماعية.

 

هذا الإتّجاه تجسّده الوقائع التالية:

 

1 – عدم القدرة على تشكيل حكومة تحظى بثقة اللبنانيين والمجتمعين العربي والدولي.

 

2 – عدم استعداد أي من الدول العربية وغير العربية والمنظّمات المالية الدولية على مساعدة لبنان مالياً من دون إصلاحات لم ولن تحصل.

 

3 – عدم قدرة ما يعرف بدول “الإتّجاه شرقاً” كروسيا والصين والجمهورية الإسلامية الإيرانية على مساعدة لبنان بشكل تخرجه من أزمته.

 

4 – عدم القدرة على تأمين النقد الأجنبي ولا سيما الدولار في الأسواق، ما سيساهم في ارتفاع سعره واستمرار تدهور سعر الليرة وانخفاض القدرة الشرائية لدى اللبنانيين.

 

5 – استمرار تعثّر المؤسسات والشركات والمصانع وغيرها من مجالات العمل وارتفاع نسبة البطالة.

 

6 – استمرار التوتّرات السياسية والخلافات التي قد تعزّز حالة عدم الإستقرار في ظلّ تخوّفات من أحداث أمنية.

 

7 – وضع إقليمي متوتّر يخشى أن يكون لبنان الساحة التي سيتفجّر فيها في دفع اللبنانيين وحدهم الثمن.

 

كلّ ذلك يؤشّر إلى أنّ الوضع في لبنان معرّض للإنفجار في أي لحظة، وأن الشرارة قد تكون في معاناة المواطنين من الحصول على ما هو متاح لهم اليوم من القليل من حقوقهم المالية، إن في المصارف أو في المؤسسات التي يعملون فيها، ما سيحرمهم من السيولة من أجل متابعة حياتهم اليومية التي أصبحت تكاليفها ترتفع يوماً بعد يوم، حتّى أن الأساسيات فيها أصبحت موضع قلق لدى كل مواطن لبناني يرى أمام ناظريه أنّ خروج الوطن من الأزمة التي يعيش فيها ليس متاحاً، ليس لأنّ الحلول ليست متوفرة، بل لأنّ كلّ طرف سياسي يتمسك بأجندته ومواقعه وحصصه ومغانمه، واضعاً أي تنازل لحساب الوطن والمواطنين في خانة القضاء على وجوده ووجود طائفته، موهِماً أبناءها الجَوعى أنّ التنازل يعني القضاء على وجودهم فيستميتون بالدفاع عنه ولو كانوا يفتقدون لقمة الخبز وقطرة الماء.

 

في لبنان تحتضر الدولة ويحتضر الوطن والشعب، ويحاول كلّ فرد أن ينجو بنفسه مُفتّشاً عن السبيل إلى ذلك إذا وجد، فأبواب الحلّ الداخلي موصدة، وأبواب النجاة خارج الوطن على وشك أن توصد جميعها، كي يبقى من في الوطن رهينة مشاريع لا مكان لمصلحة لبنان واللبنانيين فيها. فهي إمّا مشاريع وأجندات خارجية وإمّا مشاريع وأجندات شخصية، والأنكى عندما يجتمع الاثنان في مشروع واحد لا نتيجة له سوى الخراب الذي لا نهاية له.