يرّجح احصائيون متابعون للحراك السياسي، ان تنال الحكومة الثقة بحوالى 73 صوتاً على ابعد تقدير، او على 59 صوتاً في حال اصرّ نواب مستقلون على عدم منح الثقة قبل ان تقدم الحكومة انجازات سريعة ترضي اللبنانيين ويرتاح اليها الخارج الذي يراقب جميع مواقف الحكومة وخطواتها الاصلاحية والسياسية، وهذا يعني ان المعارضة المقبلة ستنطلق على الاقل من 47 صوتاً هي اصوات نواب احزاب القوات اللبنانية والتقدمي الاشتراكي وتيار المستقبل والكتائب اللبنانية.
هذه الارقام قد تتغيّر صعوداً او هبوطاً عند مناقشة البيان الوزاري الذي تم تسريب نسخة غير نهائية عنه والتي وصفت بانها غير ايجابية، ولذلك ادخلت عليها في الساعات الاخيرة تعديلات يقال انها ستكون مفاجئة لعدد كبير من اللبنانيين.
البيان ستناقشه الحكومة مجتمعة بحضور رئيس الجمهورية ميشال عون يوم غد الخميس، ومن غير المستبعد ان تدخل عليه تعديلات جديدة، يمكن ان تكون سلبية في ما يتعلق بموضوع الكهرباء، حيث يقال ان الحكومة تبنّت طرح الوزير جبران باسيل بعدم تشكيل الهيئة الناظمة للكهرباء قبل تعديل القانون الخاص بتنظيم هذا القطاع، وللتذكير فحسب، ان هذه المشكلة قائمة منذ حكومات نجيب ميقاتي وتمام سلام، وسعد الحريري، ومنذ ذلك الوقت لا القانون تعدّل ولا تشكيل الهيئة تحقق، وما زالت الكهرباء تستنزف مليارات الدولارات التي هي في واقع الحال اموال المودعين الذين يعيشون في هذه الايام اتعس الاحوال من القلق على ودائعهم من جهة ومن عدم القدرة على التصرّف بها حتى في ابسط الحاجات الحياتية، وجاء قرار تخفيض السحوبات ابتداء من اول شباط الجاري ليزيد في متاعب اللبنانيين وهمومهم، وهم ضائعون بين مواقف متشائمة احياناً ومطمئنة احياناً، ولا يعرفون الكذب من الصحيح.
في المعلومات، ان اللوبي اللبناني في الولايات المتحدة الاميركية، والناشط جداً في مجال الضغط على المسؤولين الاميركيين، لتحقيق امرين: الاول، عدم اخذ الشعب اللبناني بجريدة المسؤولين اللبنانيين، ان كان في مواقفهم السياسية غير المتوازنة، او في الفساد وهدر المال العام، ووجوب استمرار واشنطن في تقديم الدعم العسكري والاجتماعي، والثاني، عدم الضغط على الدول الغربية والعربية، ومنعها من تقديم المساعدات والقروض المالية بحجة ان حكومة حسّان دياب هي «حكومة حزب الله»، وان السلطات اللبنانية استخدمت القوة والقضاء للقضاء على الانتفاضة، وانه اكثر من 900 متظاهر يتم اعتقالهم منذ بدء الانتفاضة في 17 تشرين الاول 2019، من بينهم 194 امرأة وقاصر. تم تعنيف وضرب وايذاء العديد منهم، ومن المتوقع ان يثير مساعد وزير الخارجية الاميركية بشؤون الشرق الاوسط ديفيد شينكر هذه الامور مع السلطات اللبنانية مع مطالب وشروط اخرى، عند مجيئه الى لبنان بعد نيل الحكومة الثقة، على ان تصل بعثة عسكرية اميركية في شهر آذار المقبل لبحث المساعدات الممكنة للجيش اللبناني.