عيب عليكم…
لعلّها أصغر كلمة يمكن أن تُقال لكم وعنكم.
لو أحصيتم عدد الكلمات التي قيلت فيكم لحظة هطول الأمطار وجرفها النفايات الى الطرقات، لشكّلت هذه الكلمات أطناناً من شأنها أن تخنقكم على أدائكم السيئ والمُضر والمشين والذي أقل ما يجب أن تُواجَهون بِهِ المحاسبة ثم المحاسبة وصولاً الى حيث يجب!
الحكومة مسؤولة لأنها لم تترقّب المشكلة منذ 17 كانون الثاني من هذه السنة، ووصلت الى 17 تموز ولم تفعل شيئاً.
ومجلس النواب مسؤول لأنه لم يحاسِب الحكومة، والمجتمع المدني مسؤول لأنه تأخر في التحرّك والمحاسبة.
الآن وقعت الواقعة: نصف مليون طن من النفايات في الشارع: قسمٌ منها تحلل وبدأ يتسرّب الى المياه الجوفية التي سنشربها في الربيع المقبل مع تفجّر الينبايع، القسم الصلب منها سيذهب إلى مجاري الأنهر ومنها الى البحر فتسبح مع الناس في فصل الصيف. والقسم الآخر والأخير يتحوّل الى أوبئة ويتسبب في تفشي الأمراض ولا سيما بين الأطفال والشيوخ والعجائز.
إحفظ أيها الشعب اللبناني، الآن زمن الصرخة وغداً زمن المحاسبة، الآن زمن الصرخة لأن لا انتخابات نيابية ولا مجلس نواب قادر على إسقاط الحكومة، لذا فإن المحاسبة يجب أن تكون عبر الآلية التالية:
مَن هُم موجودون في المجلس النيابي الحالي وفي الحكومة الحالية وفي مواقع الفئة الاولى من إدارات الدولة، يجب أن يُحاسَبوا في معظمهم، لئلا يُظلَم الأوادم والذين ضحّوا، أما المحاسبة فمِن خلال وضع لائحة بأسمائهم وتعميمها تحت عنوان: لائحة الفاسدين الفاشلين الذين يجب أن يخرجوا من السرايا ومن ساحة النجمة ومن إدارات الدولة، وألا يعودوا اليها أبداً لأنهم فشلوا في إدارة شؤون الناس. ويجب ألا يتم الإكتفاء بإخراجهم من السلطة بل بملاحقة بعضهم بتهم الفساد والإهدار والإثراء غير المشروع.
كتبنا سابقاً عن غنائم الحرب، اليوم هناك غنائم السلم ولا غنائم من دون غانمين، وهم معروفون وبالإمكان توجيه أصابع الإتهام إليهم:
إنهم الذين وضعوا أيديهم على أموال البلديات لجمع النفايات ومعالجتها، فتبيّن انهم تسببوا في إفلاس البلديات من دون ايجاد المعالجات النهائية للنفايات.
إنهم الذين تسببوا في كسر خزينة الدولة لتأمين الكهرباء أربعاً وعشرين ساعة على أربعٍ وعشرين، فأهدروا أربعين مليار دولار فيما الكهرباء لا تتأمّن إلاّ عبر الباخرتين التركيتين والمولّدات الخاصة.
انها الدولة الآنية الفاشلة: حكومتها فاشلة، وزراؤها نصفهم فاشلون، مجلس نوابها فاشل ونوابها ثلاثة أرباعهم فاشلون، إدارتها فاشلة ومدراؤها العامون إلا النخبة الناجحة منهم، معظمهم فاشلون.
لماذا تنتظرون ليُسقطكم سحب الثقة، لماذا لا تنسحبون من تلقاء أنفسكم من الشأن العام وتعتذرون من الشعب اللبناني عمّا تسببتم به من سمعة سيئة للوطن، وقرف للناس وفساد وأمراض وتلوّث مياه الشفة كذلك المواد الغذائية والآتي بوجودكم أعظم، وبالتأكيد لن يُقبَل اعتذاركم إن اعتذرتم لأن الشعب لن يقبل بأقل من محاكمتكم.
وكل الشكر لوزير البيئة المشنوق.