IMLebanon

الموقف اللبناني في قِمَم مكة سيكون واحداً والحريري سيتولّى تظهيره بهدوء

 

الموازنة في طريقها إلى المجلس وبري حاسم في وجوب الإنتهاء منها

 

 

باتت الموازنة في أمتارها الأخيرة في حال لم يحصل ما يعيق نضوجها وإقرارها في مجلس الوزراء ومن ثم تحويلها إلى المجلس النيابي لتناقش من قبل لجنة المال والموازنة، وفي هذا الإطار عُلم أنّ الرئيس نبيه بري سيكون حاسماً في إعطاء توجيهاته لهذه اللجنة للانتهاء منها بشكل سريع جداً والأمر عينه خلال الجلسة العامة للمجلس، على اعتبار أنّ بري بدا وفق المعلومات التي ينقلها البعض عنه مستاءً من التسويف والمماطلة من خلال النقاش الذي طال أمده حول الموازنة لأنّه يدرك مخاطر ما يحصل في المنطقة وخطورة الأوضاع السياسية والاقتصادية في لبنان ممّا يستدعي تسريع وتيرة العمل أكان في الحكومة أو خارجها.

 

وفي إطار آخر، فإنّ لبنان يترقب وبعد إقرار الموازنة لما تعنيه من تحصين للوضع الاقتصادي والمالي وتحريك العجلة الاقتصادية وتخفيض العجز وارتفاع معدل النمو، فإنّ هناك محطات أخرى تُعتبر ذات أهمية في هذه المرحلة إن على صعيد القمم التي ستُعقد في مكة وما سيكون عليه الموقف اللبناني حيث عُلم أنّ هناك تشاورًا بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس الحكومة سعد الحريري من خلال موقف موحد بينهما والأجواء في هذا الصدد تُعتبر إيجابية على اعتبار أنّ رئيس الحكومة هو من سيرأس وفد لبنان إلى هذه القمم، وبالمقابل عُلم أيضًا أنّ زيارات نائب وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى دايفيد ساترفيلد إلى بيروت والتي توالت بشكل ملفت في الآونة الأخيرة، فإنّها صبت في سياق مسألة ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، وينقل عن متتبّعي لقاءات ساترفيلد بأنّه أفضى أجواء إيجابية في هذا القبيل إذ يردّد أكثر من مسؤول لبناني التقاه أنّ الأجواء على خط ما قام به ساترفيلد ما بين لبنان وإسرائيل أمر إيجابي إلى حد كبير ولكن في المقابل وفي السياسة فإنّ ساترفيلد لا يخفي خطورة الأوضاع في المنطقة وتحديدًا ما يجري في الخليج بعد ضرب المنشآت النفطية في السعودية والسفن في ميناء الفجيرة في الإمارات، بمعنى أنّ التوتر الإيراني – الخليجي مرشح للتصعيد ويُنقل أنّ ساترفيلد أعطى توجهاته أو ما تراه الإدارة الأميركية ضروريًّا ليقدم عليه لبنان أي أن يلتزم لبنان بالعناوين التي تبلغها من الإدارة الأميركية.

 

وفي غضون ذلك، فإنّ هذه التطورات على الصعيدين المحلي والإقليمي تُعتبر الأخطر في هذه الظروف نظرًا لدقتها وأهميتها، وعلى هذا الأساس استعجل أكثر من مسؤول لبناني ضرورة إنجاز الموازنة وعدم الغرق في الخلافات السياسية الداخلية والمزايدات أمام دقة المرحلة وخطورتها ولا سيما أنّ الجميع بات مهدّدًا وليس طرفًا معينًا، إضافةً إلى أنّ الموازنة ومن خلال الإنجاز الذي قد يتحقق عبر موازنة تقشفية وغير ضاربة في آن فذلك سيرسي استقرارًا اقتصاديًّا واجتماعيًّا إنّما وفي مجال آخر تبقى المخاوف قائمة من أي حراك مطلبي أو تظاهرات واعتصامات تحمل خلفيات سياسية مدعومة من قبل بعض الجهات وغير بريئة، وهذا ما تحذر منه الحكومة وجميع المسؤولين اللبنانيين على حد سواء باعتبار البلد وفي هذه الحالة الراهنة لا يحتمل أي خضة سياسية وأمنية.

 

من هنا، يبقى أمام هذه الوقائع أن الأيام المقبلة ستوضح مسار الموازنة وعلى ماذا سترسو، وبالتالي الانكباب على تظهير الموقف اللبناني الموحد في القمم المرتقبة في مكة ليبنى على الشيء مقتضاه، لذا إنّ الأسابيع المقبلة كفيلة بتظهير كل المسارات السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية على المستويين الداخلي والإقليمي.