Site icon IMLebanon

منسوب القلق الامني يرتفع

عاد رئيس مجلس النواب نبيه بري، إلى ربط الحلّ في مسألة رئاسة الجمهورية بالتوافق السعودي ـ الإيراني، حيث اعتبر أن «الترياق» يأتي من الرياض وطهران، مقرّاً بذلك أن الحل الداخلي لا مكان له، وقد أضحى أمراً متعذّراً في الوقت الراهن. وعليه تقول مصادر سياسية مطّلعة، أن ما تطرّق إليه رئيس المجلس، يؤكد على استحالة انتخاب الرئيس العتيد للجمهورية في هذه المرحلة، على اعتبار أنه ربط هذه المسألة بكل من السعودية وإيران، وهو ما تجزم به مصادر ديبلوماسية على تماس مع اتجاهات هاتين الدولتين، وذلك انطلاقاً من مناخ التصعيد الذي يتزايد في الآونة الأخيرة، وينعكس على كل المشهد الإقليمي وعلى الساحات المشتعلة في المنطقة، وتطال شظاياه الملف الرئاسي اللبناني. وقالت المصادر نفسها، أن عواصم القرار الغربية التي تتعاطى بالملف اللبناني تتّجه إلى الإعتقاد بأن كلاً من طهران والرياض غير جاهزة الآن للبحث في عملية التسوية الرئاسية، لافتة إلى أن ما ظهر من خلال محادثات وزير الخارجية الفرنسي المستقيل لوران فابيوس مع المسؤولين الإيرانيين، يؤكد أن إيران غير مستعجلة لانتخاب الرئيس في لبنان، بينما تنشغل القيادة السعودية الآن بعملية إنشاء تحالف عربي وخليجي تمهيداً لإرسال قوات عربية إلى سوريا للتدخّل في الحرب ضد تنظيم «داعش» ومواجهة الإرهاب.

وفي هذا السياق، توقّعت المصادر الديبلوماسية عينها، أن فصولاً جديدة من التوتّر والخلاف السعودي ـ الإيراني ستنطلق قريباً وعلى محوري سوريا واليمن، لافتة إلى أن تنامي الصراع قد يؤدي إلى تمدّد رقعته السياسية كما الميدانية إلى ساحات جديدة وفي أكثر من اتجاه في المنطقة. وبالتالي، فإن الحرب الدائرة على تخوم مدينة حلب، باتت تشكّل ورقة أساسية في حسم الصراع بين النظام السوري والمعارضة من جهة، وساحة اشتباك جديدة بين طهران والرياض من جهة أخرى، وذلك من دون إغفال التجاذب الروسي ـ الأميركي الذي بدأ يظهر من اجتماع جنيف الأخير، الذي لقي فشلاً ذريعاً. وكشفت هذه المصادر، أن لبنان ستكون له حصة لا بأس بها من شظايا هذا الإشتباك الإقليمي، وهي لا تقتصر فقط على إبقاء الإستحقاق الرئاسي في ثلاجة الإنتظار الثقيل، بل تحويل مسألة النازحين السوريين إلى مادة خلافية بين القوى السياسية اللبنانية الداعمة منها والمناهضة للنظام السوري.

من هنا، فإن حديث بري يوم الأربعاء الماضي، لم يكن مجرّد تصريح عابر، أو كلام إعلامي، بل هو يندرج في سياق تلمّسه لما يحصل في سوريا للوصول إلى جوهر الأزمة الإقليمية، وهو ارتفاع وتيرة التصعيد السعودي ـ الإيراني وتأثيره على الداخل اللبناني، وبشكل خاص على العلاقات الداخلية بين مكوّنات الوطن الطائفية والمذهبية. وحذّرت المصادر ذاتها، من وصول لبنان إلى شفير الهاوية بعد انسداد الأفق أمام التوافق الداخلي رغم الحوار المستمر بين «المستقبل» و«حزب الله»، لافتة إلى أن منسوب القلق يرتفع لدى دوائر القرار الغربية من انعكاس الإشتباك الإقليمي على الإستقرار الأمني في المرحلة المقبلة.