IMLebanon

حدود الرهانات اللبنانية في زحام المؤتمرات الدولية

 

ليس هناك سوء حظ من دون بعض الحظ كما يقول مثل إغريقي. وبعض الحظ في سوء حظ لبنان المحلّي والاقليمي هو حرص اللاعبين في المنطقة والعالم على دعم استقراره الضروري والمفيد للجميع في مرحلة الحروب والتحولات الدراماتيكية من حوله. ولا غرابة في زحام المؤتمرات الدولية التي نراهن عليها في الدعم العملي لنا على الأرض تحت المظلة الدولية المرفوعة فوق لبنان. قبل أيام كنّا في مؤتمر روما لدعم الجيش اللبناني وقوى الأمن بالأسلحة. بعد أيام في ٦ نيسان سنكون في باريس حيث مؤتمر سيدر للاستثمار في البنية التحتية. ويوم ٢٥ نيسان سنكون في مؤتمر بروكسيل للبحث عن حلول لأزمة النازحين.

وكالعادة، فان مجلس الأمن الدولي يعيد في بيان جديد تدوير البيانات والقرارات السابقة المتعلقة بلبنان، والتذكير بما التزمناه وعلينا فعله. وهو رحّب بالمساعدات المهمة التي قدمها شركاء لبنان للجيش وقوى الأمن في مؤتمر روما، وشدّد على الحاجة الى المزيد من الدعم لضمان استمرار لبنان في معالجة التحديات الاقتصادية والأمنية والانسانية. ولم ينس تمهيد الأجواء لنجاح مؤتمر سيدر لدعم الاصلاحات وخطط الاستثمار ومؤتمر بروكسيل لدعم المجتمعات المضيفة للاجئين في لبنان وسواه. ولا نسي بالطبع تذكيرنا بما نصّت عليه قراراته السابقة حول عدم وجود أسلحة أو سلطات سوى تلك العائدة للدولة اللبنانية، وعدم بيع أو نقل أسلحة الى لبنان سوى المرخصة من حكومته.

لكن مجلس الأمن العاجز عن استكمال تطبيق القرارين ١٥٥٩ و١٧٠١ يطلب من لبنان الداعي الى استكمال التطبيق والعاجز هو بدوره عن ذلك، لأسباب تتعلق بالتعنّت الاسرائيلي وحسابات اللعبة الاقليمية والدولية، صنع معجزة: التوصل الى استراتيجية دفاعية وطنية مجمع عليها. وهذا مشروع فشلنا في تحقيقه على مدى عقد، ووعدنا بمعاودة الحوار حوله بعد الانتخابات. والكل يعرف انه غطاء متفق عليه للايحاء اننا نبحث عن حلّ لسلاح حزب الله، وسط الخلاف بين من يريد احتواء السلاح ومن يريد تشريعه.

 

 

ولا أحد يجهل الفارق بين ما نطلبه وما نحصل عليه، ولا ما في أوضاعنا الداخلية من سلبيات ومعوقات تقود الى تقنين المساعدات. ففي روما كانت الحصيلة أقل من الرهانات. والمشهد في باريس مرشح للمزيد من الشيء نفسه. كذلك في بروكسيل. فنحن نشكو من العجز عن الاستمرار في تحمّل الأعباء الثقيلة للنازحين. ونطالب المجتمع الدولي بالمساعدة على عودتهم الى سوريا من دون حاجة الى انتظار التسوية السياسية. والمفارقة ان سوريا التي نزح نصف شعبها، وعاد الهدوء الى معظم ومناطقها تشهد عمليات نزوح وتهجير جماعية جديدة من منطقة عفرين والغوطة الشرقية.