Site icon IMLebanon

منطق الأمر الواقع

في العالم أجمع، وحدها إسرائيل أدركت أنّ الرأي العام العالمي لا معنى له ولا قيمة، وأنّ الحقيقة الوحيدة هي فرض الأمر الواقع.

فقد ضربت إسرائيل عرض الحائط بالمواثيق والأعراف والقرارات والاتفاقات والتوصيات الصادرة عن مختلف المؤتمرات والندوات والمنتديات المحلية والإقليمية والدولية، ولم تأبه لمواقف استـنكار وإدانة الاعتداءات والتجاوزات والمجازر، بل أشاحت وجهها إلى ما يُفيدها ألا وهو حماية مصالح الكيان الإسرائيلي الغاصب وتحقيق أهداف الصهيونية العالمية.

وحدها إسرائيل ليست لها حدود معلنة ومحدّدة، حدودها تـنكمش وتمتد وفقاً للظروف والتقلّبات، ومؤخّراً قطعت إسرائيل شوطاً كبيراً في مشروع بناء «الجدار الأمني» أين منه جدار الصين العظيم أهدافاً وغايات، إذ يكفي أنْ نعلم أنّه بانتهاء المرحلة الأولى من بناء جدار الفصل العنصري تكون قد اقتلعت أكثر من مائة ألف شجرة مثمرة وشجرة زيتون معمّرة، ودمّرت خمسة عشر ألف دونم من الأراضي الزراعية وعزلت مائة وخمسة وعشرين ألف دونم، ودمّرت وعزلت مائتي وخمسين بئراً إرتوازياً وخزان مياه، وهدّمت مائتي وثلاثين محلاً تجارياً.

وبمعنى آخر، تكون إسرائيل قد سلبت سلّة غذاء الضفة الغربية المحتلة، وجرّدت 51 قرية فلسطينية من أراضيها الزراعية، ومنعت المورد المالي التجاري عن ثلاثة آلاف نسمة والمورد المالي الزراعي عن مائتي ألف نسمة، كما أنّ إسرائيل، وبانتهاء المراحل الثلاثة لبناء الجدار في العام 2005، تكون قد عزلت نصف سكان الضفة الغربية في ثلاثة معازل عنصرية!

في حين تبني إسرائيل جداراً لعزل شعبنا فإنّنا أحوج ما نكون إلى بناء جسور الثقة والتعاون بيننا، وليس السعي إلى عقد لقاءات إضافية وإصدار بيانات جديدة لمناشدة الرأي العام.

ويبقى صحيحاً أنّ «ما أخذ بالقوّة.. لا يُستردّ بغير القوّة».