جماعة من الأطراف والفئات والمسؤولين السياسيين في لبنان تُعتبر محظوظة سواء أعلى الصعيد الفردي أم على صعيد المجموعة… وتقليدياً فإنّ أكثر الناس حظاً كانوا النواب الذين إنتخبوا في العام 1972 واستمر نائباً من بقي منهم حياً حتى العام 1993… إلا أنّ السبب في التمديدات المتعاقبة معروف وهو مرحلة حرب السنتين وما تناسلت من حروب وإضطرابات وأهوال وكوارث كان يستحيل معها إجراء العمليات الإنتخابية.
وكان من حظ نواب مجلس الـ2009 المستمرة ولايتهم حتى اليوم، بل حتى العشرين من شهر أيار من العام المقبل، أن يواتيهم الحظ في ثلاثة تمديدات متعاقبة بما يتجاوز ولايتين للمجلس بسنة، أي 8 سنوات + 1 سنة واحدة… وصحتين.
ولقد يكون أصحاب الحظوظ أيضاً السادة الكرام أعضاء الحكومة السابقة المهيوبة التي جاءت لتمرر الإنتخابات النيابية قبل أربع سنوات بالتمام والكمال ثم يذهب رئيسها وأعضاؤها الى منازلهم… ولكن بقيت في السراي ومقار الوزارات «الزمن» الطويل وهي تنتقل من فشل إلى فشل ومن ندرة حضور الى كثرة غياب، ومن عجز مطبق في مواجهة الأزمات، ومن «قدرة» هائلة على إجتراح الأزمات مثل أزمة النفايات التي مَنّت بها علينا بما يعرفه الجميع وقد عطّر أريجه أجواء العاصمة والجبل والمناطق، ما لا تزال «مزاياه» العظيمة و«فوائده» العميمة ماثلة حتى اليوم.
وبين المحظوظين جماعة من الموظفين في مواقع هم فيها إما من باب النكاية، وإمّا لأنهم يفتقدون الى الكفاءة (لمعلومات مَن لم يعلم بعد أن ثمة مواقع يُفترض عدم الكفاءة لملئها)، وإما لأنهم منسيّون في تلك المواقع، وإما لأن نواطير مصر نامت عن ثعالبها فقد بَشِمْنَ وما تفنى العناقيدُ على حدّ قول «صديقنا» الدائم أبي الطيب المتنبي في هجائه «كافوراً» الإخشيدي.
ومن أهل الحظوظ من هم أشبه بأهل الكهف، فالمطلوب من واحدهم، ليبقى في وظيفته أن يكون «لا بيهش ولا بينّش» والباقي على اللّه… وكان اللّه في عون اللبنانيين.
وطبعاً لا يفوتنا أن نذكر الذين وهم في مواقعهم يوازون «مزاريب ذهب» تعود على «أصحابهم» أي على معلّميهم الذين عيّنوهم في مواقعهم، أو «أوكلوا إليهم» تلك المواقع كي يكونوا ستر غطاء… وفهم القارىء كفاية.
ولقد يكون مطلوباً من هذا العهد، وشخصياً من الرئيس العماد ميشال عون والرئيس سعد الحريري، أن يبادرا الى وضع حد لهذه الحالات الشائبة… وهذا متيسر، إلاّ إذا كنّا مخطئين.