Site icon IMLebanon

المشكلة الأساس بعد الإنتخابات!

 

 

الأحد 6 أيار 2018، موعد إجراء الانتخابات النيابية، والإثنين 7 أيار يوم لبناني جديد، بصورة نيابية جديدة هي العنوان لزمن سياسي جديد.

هي صورة ستُظهر القوى السياسية نفسها في مجلس النواب الجديد، إنما بتوزيعة مختلفة حتماً، عن الصورة المجلسية الحالية، التي اعتاد عليها البلد منذ العام 2005 وحتى اليوم.

هي صورة، ستطوي كل ما قبلها، وهي أشبه بالانقلاب الذي يُسقط أكثرية اللون الواحد، أو الحلف الواحد، ليُحِلّ بدلاً منها خريطة تمثيلية جديدة، بنسب متفاوتة بين هذا الطرف السياسي أو ذاك، وهو ما جعل قوى سياسية كبرى وصغرى على حدٍّ سواء، تترحّم على قانون الستين، وعلى الزمن الاكثري السابق، وتتلو فعل الندامة على سيرها بقانونٍ إنتخابي أفقد البعض منها تمثيلها نهائياً، وقلّص تمثيل البعض ايضاً، الى الحدّ الأدنى، لا بل الى حدّ التمثيل الرمزي المحدود، وأنزل البعض الآخر من موقع الحاكم المتحكِّم الى موقع المحكوم، أو المتحكَّم به.

في الخلاصة، اعتباراً من 7 أيار 2018، سيلبس كل طرف ثوبه التمثيلي، بحسب حجمه الحقيقي وليس الاصطناعي الذي لطالما وفّرته له محادل وجرافات الزمن الانتخابي السابق.

وهذه حقيقة يدركها كل الاطراف، ولا تستطيع أن تحجبها أو تغيّرها أو تعدّل فيها، وبالتالي يمكن رسمُ ملامحها، أو ما قد ترسو عليه، تبعاً لواقع هذه القوى وأدائها التحضيري لانتخابات 6 أيار:

ولكن كما يُقال، إنّ حسابات الحقل قد تكون مختلفة بكثير عن حسابات البيدر، ففي حسابات التيار انّ حجم تمثيله سيزيد الى ما فوق الـ25 نائباً، وحتى الـ30، لكن في حسابات الآخرين أنّ هذا التمثيل سينخفض بشكل كبير عمّا كان عليه، خصوصاً أنّ التيار برئاسة جبران باسيل يقف وسط حلبة تحالفات مستعصية حتى مع الحلفاء في العديد من الدوائر التي تعنيه، ويعوّل عليها.

وكذلك وسط حلبة سجالات واشتباكات بينه وبين قوى سياسية اخرى، وبلغت حدّاً عالياً من التوتر مع الجانب الشيعي يضاف اليه النفور الذي بدأ يظهر من قبل «حزب الله» حيال كيفية تعاطي التيار مع مرشحي الحزب في بعض الدوائر المشترَكة بينهما.

كل هذا المشهد هو الذي سيُترجم في 7 أيار، والذي سيشكّل البازل السياسي الذي سيحكم تلك الفترة، وبالتالي العبرة الجدّية والحقيقية هي في هذا البازل، الذي ليس معلوماً على أيّ أساس سيركب بعد الانتخابات، ووفق أيّ تحالفات، ووفق أيّ رغبة داخلية أو خارجية، ومَن سيلتقي مع مَن، ومَن سيفترق عمَّن، ومَن سيقاطع مَن، وأيّ حلف سيثبت وأيّ حلف سيفرط ويتفكّك.

إذاً، المشكلة الحقيقية ليست الآن رغم النيران التي تطلق ما بين بعض المتاريس السياسية، بل هي بعد الانتخابات. إلّا أنّ الثابت في تلك المرحلة، ثلاثة أمور:

مرد الصعوبة، هو ما يبدو أنه قرار مسبَق بالاشتباك. ليس على حجم تمثيل الأطراف في الحكومة ونوعيّته، والذي ينبغي أن يتمّ وفق مساحة المقاعد التي سيحتلّها في البرلمان، بل حول وزارة المالية، العالقة منذ الآن بين منطق يدعو الى سحبها من اليد الشيعية وإسنادها الى طرف آخر على اعتبار أن لا نصّ في الطائف على شيعية المالية.

وهذا المنطق يتبنّاه التيار الوطني الحر تحت عنوان ضرورة المداورة، وسبق أن تمّ التعبير عن هذه المداورة خلال الأزمة بين «أمل» و»التيار» والتي مازالت مستمرة بالهجوم المتواصل للوزير باسيل على وزير المالية علي حسن خليل. وبين منطقٍ يؤكّد عدم التخلّي عن المالية مهما كلف الأمر، وهذا يتبنّاه الثنائي الشيعي، معهما كل الحلفاء ومن دون تردّد.

إن صحّ هذا التوجّه نحو الاشتباك، التي سيكون معطوفاً حتماً، على العلاقة السياسية المتوترة حالياً ما بين «التيار» و»أمل»، فمعنى ذلك أنّ البلد سيسقط في هاوية سياسية ودستورية، سيدخل معها في فترة جمود قاتل يتعذّر معه تشكيل حكومة، فيمَرّر الوقت بتصريف الأعمال من قبل الحكومة الحالية.. ولفترة طويلة تتجاوز كل فترات تصريف الأعمال السابقة التي قارب بعضها السنة. وهذا معناه أنّ البلد سيتعطّل، وكل ما علّقه العهد من آمال كبار على فترة ما بعد الانتخابات سيذهب هباءً.