لا يمكن لعاقل وصاحب ضمير حيّ أن يتقبّل القرار الذي أصدره النظام السوري بدعوة النازحين السوريين للعودة الى مناطقهم في مدة 30 يوماً وإلاّ فإنهم يفقدون أملاكهم وعقاراتهم وتصبح ملكاً للدولة، وأي دولة؟ الدولة العلوية التي يعمل على إقامتها في مناطق أهل السُنّة، وهذا قرار جائر ومهين ومفضوح، لأنّ هذا المجرم يعلم تماماً أنّ الذين هجروا خلال سبع سنوات كان أكثرهم، إن لم يكونوا جميعاً، مجبرين بسبب الحروب في سوريا.
وهل ينسى المجرم أنّه قتل مليون مواطن سوري؟
هل ينسى أنّه دمر سوريا عن بكرة أبيها: المساجد والجامعات والمستشفيات والمستوصفات والمدارس؟
والآن يطلب من الذين قتلهم أن يثبتوا أنهم سوريون.
لم يسبق أن صدر قرار مماثل في التاريخ.
كنا نتمنى على الأمم المتحدة، ومجلس الأمن بالذات، أن تكون هي مَن يعطي الضمانات للنازحين، فمَن هربوا إنما هربوا من القتل، فهل يعود الهارب الى قاتله ليقضي عليه؟
أين المجتمع الأممي؟
أين المجتمع الدولي؟
أين المجرم الآخر بوتين الذي يفاخر بأنه في سوريا تلبية لطلب السوريين؟ عن أي سوريين يتحدّث؟ عن المجرم أم عن الضحايا؟
الأهم ما أهمية هذا القرار؟
أن يطلب رئيس من مواطنيه الذين هربوا من الموت، ولا يزال الموت يلاحقهم على يده، ويطلب منهم أن يعودوا؟
ألم نرَ كيف نفى جميع المعارضين من المدن والقرى في دمشق وضواحيها قد أبعدهم الى مناطق بعيدة في الداخل والخارج.
هو الذي أقصاهم فلماذا لم يتركهم في أراضيهم ومنازلهم؟
ولبنان الذي يتحمّل هذا العبء الكبير من النازحين السوريين، فلتتفضل الأمم المتحدة وتضع برنامجاً لإعادتهم تحت حمايتها.
واضح أنّ المجرم كما حوّل دمشق الى علوية بأكثر سكانها، يعمل على محو أهل السنّة من المناطق المحيطة بالعاصمة، ليرسم خريطة جديدة تقوم على استحضار العلويين من مناطقهم ليجري تغييراً ديموغرافياً مهولاً في العاصمة وريفها خصوصاً.
عوني الكعكي