في إحدى زياراتي الى موسكو كنت أتسوّق مع صديق لي يعمل في السفارة السورية هناك روى لي هذه الرواية عن الرئيس الروسي بوتين وكيف وصل الى الرئاسة، والقصة طريفة إذ من المعروف أنّ بوتين كان عضواً في الحزب الشيوعي وفي الوقت نفسه ضمن جهاز K.J.B أي جهاز المخابرات وكان برتبة عقيد في ذلك الوقت.
قال لي صديقي إنّ الرئيس السابق يلتسين كان في رحلة صيد وكان فلاديمير بوتين ضمن المجموعة، وفي الليل وبينما الجميع نيام تعرّضوا لهجوم دب… أمّا الوحيد الذي كان صاحياً فهو «بوتين»… وفيما الدب يهم لينقض على «يلتسين»، بادره «بوتين» بإطلاق النار عليه من بندقية صيد فأرداه، من هنا جاءت معرفة «يلتسين» ببوتين.
إثر ذلك بفترة وجيزة توفي عضو في مجلس الحزب وجرى البحث عن بديل له فاقترح أحد أصدقاء «يلتسين»عليه أن يكون «بوتين» هو البديل، وأطلق عليه في ذلك الوقت تسمية «الرجل الذي قتل الدب»… وافق يلتسين وعيّنه عضواً في مجلس الحزب.
وهكذا أخذ بوتين يتدرّج في الترقية تحت شعار «الذي قتل الدب» حتى أصبح رئيساً لروسيا، طبعاً هذه الرواية لها تفاصيل ومعلومات أكثر لا مجال لذكرها هنا.
على كل حال، لا شك في أنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رجل ذكي ولولا ذلك لم يعيّـن في جهاز الاستخبارات الروسية الذي يعتبر من أهم أجهزة المخابرات في العالم.
أما اليوم فأقول إنّه «غبي» لماذا؟ بكل بساطة بسبب رد فعله على إسقاط تركيا طائرة السوخوي، وبكل بساطة كنت أظن أنه قد تلقى الرسالة التي أرسلتها إليه أميركا عبر تركيا… ذلك أنّ الطائرات الروسية، ومنذ مجيئها الى سوريا قبل شهرين، تنفذ يومياً مئات الطلعات الجوية فتقصف بصواريخها وقذائفها القرى والمدن السورية حيث تقتل من دون رحمة الشعب السوري تحت شعار خادع وادعاء كاذب ألا وهو محاربة الارهاب…
لماذا لم تعترض الطائرات التركية الطائرات الروسية من قبل، وفجأة بعد زيارة قام بها الرئيس بوتين الى إيران وعقد مع آية الله خامنئي مرشد الثورة الايرانية اتفاقاً استراتيجياً أهم ما فيه دعم الرئيس السوري بشار الأسد في وقت أنّ التحالف الدولي الذي يضم 65 دولة من مختلف أنحاء العالم توافق على حل سلمي في سوريا لن يكون فيه دور لبشار الأسد، ألا تكفي هذه الرسالة ليفهم بوتين أنّ أميركا لن تسمح لنظام الأسد بالبقاء؟!.
يقال عندنا «إنّ اللبيب من الإشارة يفهم» فكيف لم يفهم الرئيس الذكي أنّ إسقاط طائرة «السوخوي» هي رسالة واضحة وصريحة من أميركا له.
من هنا ما يفعله الغبي بوتين بالإستقواء على تركيا وعدم قبول الاجتماع مع الرئيس التركي أردوغان يبيّـن أنه لا يريد أن يفهم الرسالة!
أما بالنسبة للقرارات الاقتصادية والسياحية التي اتخذها ضد تركيا فإنها لا تقدّم ولا تؤخر خصوصاً أنّ الروس هم الذين ينتفعون من السياحة وليس الدولة التي يذهبون إليها.
على كل حال، لا شك في أنّ أفضل عدو غبي لأميركا هو بوتين.