IMLebanon

الرجل الذي يعمل بصمت

يستحق اللواء عباس ابراهيم مدير عام الأمن العام بجدارة لقب «رجل ليس ككل الرجال»… رجل بكل معنى الكلمة، يعمل بصمت وهدوء وبعيداً عن الأضواء… كان دائماً يقول: اطمئنوا… إن شاء الله خيراً… الإفراج سيكون قريباً بإذن الله.

اللواء ابراهيم لم يترك عاصمة إلاّ وزارها، ولم يترك مسؤولاً إلاّ التقاه وحاول بكل عقلانيته أن يعالج هذا الملف الشائك والمعقد بصبر يشبه صبر أيوب.

لم ييأس ولو للحظة واحدة، كان متفائلاً دائماً بأنه سوف يصل بهذا الملف الى النهاية السعيدة.

ولا بد من أن نذكر هنا الدعم اللامحدود والثقة الكبرى التي محضها وزير الداخلية نهاد المشنوق للواء ابراهيم، وهذا يعود الى معرفته به منذ أيام الشهيد رفيق الحريري، إذ كان ابراهيم المسؤول الأمني عن حياة الرئيس الشهيد.

16 شهراً ولم يتقاعس للحظة واحدة بل كان مواظباً على العمل والأمل بحل هذه المشكلة، استقبل أهالي العسكريين المخطوفين وكان في كل لقاء يحاول أن يبعث الأمل في نفوسهم بأنّ أبناءهم سيرجعون سالمين وأنهم بخير…

فرحة اللبنانيين كل اللبنانيين لا يسعها لبنان ولا العالم…

وكم كان هذا المشهد جميلاً في صباح يوم أمس وكل لبناني يتابع عبر شاشة التلفزيون كيف تمت عملية الإفراج.

وحده اللواء مع خلية الأزمة كانوا ساهرين على حل هذه المعضلة.

كل الضغوط التي مورست على المسؤولين الكبار والصغار من قطع طرقات، من تصريحات عفوية، جاءت من حرقة قلوب الأهالي… وتحمّل اللواء ذلك كله.

كلمة شكر الى دولة قطر التي كان لها اليد الطولى في المساعدة، وأبدأ بشكري سمو أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، والى جميع المسؤولين الذين ساهموا بهذا الملف… ولو أردنا أن نشكر لضاق المجال…

المهم والأهم أنّ أبناءنا المخطوفين عادوا سالمين، كما تمّت هذه العملية بسلام لا تزال هناك غصّة في القلب بسبب استمرار احتجاز الجنود المخطوفين لدى تنظيم «داعش».

أعلم أنّ الأمور أصعب ولكن الأمل الكبير بأنّ المسؤولين اللبنانيين لن يألوا جهداً للوصول الى الخاتمة السعيدة… وأرجو أن تكون هذه الخاتمة قريبة رأفة بأهالي المخطوفين، وأنا أعلم وأشعر أنّ حالهم ستكون أصعب اليوم بعدما شاهدوا الأبطال المحررين بينما أولادهم لا يزالون في الأسر.

وبالمناسبة فإنّ اللواء ابراهيم الذي عمل بصمت رفض الحديث عن موضوع المال أو أية معلومات، يبنما هناك بعض الذين ذهبوا الى مزبلة التاريخ يتحفوننا يومياً بنظريات سخيفة ليس فيها أي منفعة إلاّ أنهم موجودون… والأنكى أنهم نسوا أنهم لم يعودوا في السلطة وليس عندهم أي معلومات… الأفضل ان يسكتوا ويريحوا الناس من سخافاتهم.