حين تسأل جمهور 14 آذار عن رأيه بهذا الفريق وبالنهاية التي وصل اليها تصعق بالردود والآراء التي كوّنها هذا الجمهور، بعد ان وصل اليأس الى نفوسه جراء «تخبيصات» اكثرية قيادييّه، فمنهم من وصفه «بالميت» الذي لا يجوز التحدث عنه، ومنهم من وزّع الشتائم يميناً ويساراً مترّحماً على الشهداء وسائلاً «لماذا دفعوا كل تلك الاثمان الباهظة؟، لان النتيجة جاءت مخيّبة للامال لانها اعادتنا الى الوراء من جديد بعد كل تلك التضحيات».
هذا وتشير الاوساط الشعبية في فريق 14 اذار الى شعورها بالهزيمة السياسية اكثر من اي وقت مضى، على الرغم من ظهور الاحباط والتشتت في صفوفها منذ سنوات، لان معظم اركان 14 أذار خذلوا مؤيديهم من خلال عدم اتخاذهم القرار السياسي الصائب في العديد من المسائل.
الى ذلك يبدو المشهد المذكور مشابهاً لدى بعض قيادييّ 14 آذار، ومن بينهم المنسّق العام لفريق 14 آذار فارس سعيد الذي بات وحيداً من دون رفاق لانهم خذلوه اكثر من خصومه، وتشير اوساطه الى ان وضعه السياسي ليس على ما يرام فهنالك قطيعة مع رئيس الحكومة سعد الحريري وتوتر كبير مع رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع الذي إستبدله برئيس بلدية جبيل السابق الذي قدّم إستقالته بعد ان وُعد خيراً من معراب بأنه سيكون مدعوماً قواتياً وبقوة في الانتخابات النيابية المقبلة.
وتبدي اوساطه اسفها الشديد للحالة التي وصلت اليها «ثورة الارز» وتشير الى ان سعيد حاول مراراً ترميم العلاقة بين اقطاب 14 آذار، وبالتالي إعادة الوضع حتى الى ادنى مستويات التفاهم السياسي بينهم ،إلا ان محاولاته كانت تبوء بالفشل دائماً، فبقي يناضل بمفرده ويواجه عواصف التشرذم بين قوى هذا الفريق، فحاول المحافظة اقله على مكتب الامانة العامة الذي انتهى بدوره.
في غضون ذلك تنقل مصادر سياسية مطلعة بأن سعيد بدأ «زعله» من الحلفاء على أثر اتفاق معراب بين التيار الوطني الحر والقوات، وحينها فهمَ سعيد بأن 14 آذار انتهت الى غير رجعة وبالمعنى الرسمي، أي انها انتهت على الارض فعلياً على أثر وصول العماد ميشال عون الى الرئاسة، وبالتالي بات التحالف العوني – القواتي متيناً حينها، لكن وعلى الرغم من معرفته لذلك الواقع إستمر يردّد: «اعتراضي ليس على سياسة سعد الحريري وسمير جعجع وانفتاحهما الجديد وتخليهما عن مبادئ 14 آذار انما هو على المشروع الإيراني الذي يسير بلبنان الى مصير غير معروف»، وفي الوقت عينه إستمر سعيد بإظهار تفاؤله بأن القضية لم تنته انما 14 آذار انتهت كتنظيم، في حين انه يعرف الحقيقة اكثر من غيره ويترّحم على الامجاد والشهداء، ويقول امام المقرّبين «لقد خذلونا بفضل «تخبيصاتهم».
وتكشف هذه المصادر بأن سعيد زار الحريري نهاية شهر تموز الماضي لإستشارته في ما يخص نشوء نواة معارضة، إلا ان الاخير لم يتحمّس لها بالتأكيد، كما اراد تسليمه مفاتيح مكتب الامانة العامة لـ 14 آذار في الاشرفية لكنه رفض ايضاً، في حين توقفت المساعدات من قبل الحريري لسعيد في ما يتعلق بدفع إيجار المكتب الشهري ورواتب الموظفين، فدفعها سعيد اعتباراً من شهر ايلول الماضي، لكن الوضع لن يبقى على هذا المنوال لان لكل شيء نهاية والمكتب خال من الرفاق، وبالتالي لماذا يدفع المال في حين ان كل شيء انتهى تنقل المصادر المذكورة، حتى ان سعيد لم يعد منسّقاً للامانة العامة لان لا وجود لها ، فلا اجتماعات ولا لقاءات ولا بيانات طالما ان القيادة نفسها رحلت وتخلّت عن الثوابت.