Site icon IMLebanon

تسونامي 8 آذار في قصر بعبدا!؟

اللقاء التشاوري الذي عقد في قصر بعبدا برئاسة الرئيس العماد ميشال عون، وحضور رئيسي المجلس النيابي نبيه بري، والحكومة سعد الحريري، وثمانية رؤساء احزاب او من ينوب عنهم، تشارك احزابهم في اول حكومة للعهد العوني، انتهى بمقررات من ثماني نقاط، تعكس وجهة نظر الرئيس عون بما يريد ان تنجزه هذه الحكومة في ما تبقى لها من وقت، قبل الوصول الى الانتخابات العامة في شهر أسار من العام المقبل، على ان تستكمل الحكومات المقبلة تنفيذ هذه المقررات التي وافق عليها جميع الحاضرين، باستثناء تحفّظ رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع على البند الأول الذي يتضمن وجوب تشكيل الهيئة الوطنية لالغاء الطائفية، من ضمن افكار اخرى، وسيتم التطرّق اليه، بعد مقاربة هذا اللقاء في الشكل وفق الملاحظات الآتية:

– اولاً: شكل رؤساء الاحزاب المحسوبة على تجمّع 8 اذار، نوعاً من التسونامي بوجود سبعة رؤساء من هذا التجمّع هم، نبيه بري، محمد رعد، علي قانصو، طلال ارسلان، آغوب بقرادونيان، سليمان فرنجيه، وحليفهم جبران باسيل، في مواجهة رئيسي حزبين محسوبين على 14 آذار هما: سعد الحريري، وسمير جعجع، وممثل عن حزب وسطي هو، مروان حمادة، وهذا التقسيم العددي، يعكس تراجع حصة قوى 14 آذار في حكومة العهد الاولى.

ثانياً: تفاوت اللقاء الاول بين رؤساء الاحزاب، بين المصافحة الباردة البروتوكولية، والمصافحة الحارّة، والمعانقة والقبلات، وكانت خير تعبير عن واقع الحال.

ثالثاً: سجّل خطأ تنظيمي، مسؤول عنه موظفو القصر، الذي لم يجهّزوا سابقاً زاوية في غرفة الاجتماع، تتسع لجلوس جميع المدعوين وعددهم عشرة، بدلاً من زيادة كرسي او صوفا، بعد وصول كل مدعو، ما سبب بعض الاحراج والارتباك للجميع.

رابعاً: لم يعرف اذا كان جلوس المدعوّين، قد نظّم بروتوكولياً ووفق اي معيار، هل بعدد الحقائب الوزارية لكل حزب، او لأولوية وزارية او نيابية، او وفق السن، او تركت المقاعد «للشاطر بشطارتو».

* * * *

في المضمون، ان القضايا المطروحة في البيان النهائي، هي قضايا خلافية وطنياً وطائفياً، ويعود الخلاف حولها لبداية الوصاية السورية على لبنان في العام 1990، اي منذ 27 سنة، والأكيد ان طرحها دفعة واحدة، الهدف منه وضع خطة خمسية او ربما عشرية، ان لم يكن اكثر، لحلّ جميع هذه القضايا، الاّ اذا كان المطلوب حلّها ومعالجتها في عمر هذه الحكومة، بالطريقة التي حلّ فيها موضوع قانون الانتخاب، والثغرات والنواقص العديدة التي يتضمنها القانون في الشكل والمضمون، وعندها تكون الكارثة الكبرى، اما في ما خصّ تحفّظ رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، فان جعجع تحفّظ على طرح بند الغاء الطائفية السياسية، لأن ميزة لبنان هي في تنوعه القائم على التوازن بين الطوائف والمذاهب، وهذا الأمر امّن له الأمن والاستقرار، كما انه يجب المحافظة على «وطن الرسالة» كما وصفه البابا يوحنا بولس الثاني، ومن الاجدى والأسلم تركيز الاهتمام في هذه المرحلة على القضايا الاجتماعية والاقتصادية والملفات المعيشية، كما ان جعجع عارض بشدّة احدى المداخلات التي طالبت بالتنسيق مع الحكومة السورية لحل مشكلة النازحين السوريين، مطالباً بايلاء الموضوع الى المنظمات الدولية عن طريق التسريع باقامة مناطق آمنة.

في نهاية الأمر، يفهم من طرح هذه المواضيع الكبيرة ان الرئيس عون يريد ان تغطس الحكومة والوزراء في ورشة عمل، بدلاً من الدخول في ورشة مناكفات وشروط وكيديات، من شأنها اضعاف ثقة الناس بعهده.